كــلام فــــي الكــرة.. مهزلة ابتكاراتنا الكروية!

العـــــدد 9426

الإثنـــــين 16 أيلــــول 2019

 

اعتدنا دوماً من اتحادات كرة القدم ولجان تسيير شؤونها في بلدنا على الدخول في سباق الأرقام القياسية والمحاولات المتكررة لدخول موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية، أقول كلامي هذا بعد المهزلة التي حصلت قبل بداية مباراة كأس السوبر وهي كما يفترض مباراة افتتاح أي موسم كروي في كل الدنيا والتي قرر مراقبها الإداري تأجيل موعد بدايتها لمدة ربع ساعة والسبب هي الحيرة التي تسبب بها (اختراعنا الكروي الجديد) بعدم السماح للنادي تسجيل أكثر من سبعة لاعبين من خارج (أبنائه) على (سكور) المباراة! ولأنه لا اجتماع فني قبل المباراة ب 24 ساعة كما يجري في أقطاب المعمورة فقد داخ الفريقان والمدربان، فهل ستعتبر المباراة ختاماً لموسم راحل وبالتالي لا يشملها الابتكار الجديد، أم بداية لموسم قادم يشمله؟ وبعد أخذ ورد واتصالات جاءت الفتوى لمصلحة الخيار الأول وهذا ما استدعى إحداث بعض التغييرات في التشكيلتين، ومتى؟ قبل ربع ساعة من البداية! ما هذا التخبط الرهيب ولمصلحة من ذاك الذي يجري في كرة القدم السورية، ولماذا هذا القرار من أصله؟ وما أبعاده ودوافعه؟ هل فكرتم يا أصحاب القرار بتداعياته وكيفية تعامل المدربين مع التغييرات التي ستحدث على فرقهم من خلال غياب لاعبين كانوا لديه وهو مضطر للتخلي عنهم؟ أليس في هذا قطع أرزاق لبعض اللاعبين الذين قد لا يجدون نادياً يلعبون له بعد أن أنجزت الأندية تعاقداتها؟ وإذا كنتم تنشدون دوماً براءات الاختراع فلماذا لم يصدر القرار في وقت أبكر؟ نعلم جيداً أن لكل لاعب الحق بتمثيل النادي الذي يختاره، ومقولة أبناء النادي لم تعد تجد ذاك الصدى الذي كان في السابق خاصة بعد فصل الفئات عن مسألة الصعود والهبوط وبالتالي تهميش دوري الفئات العمرية وتقزيم دور المدارس النوعية، وكم من لاعب نشأ وترعرع في ناد ثم انتقلت إقامته بحكم ظرف معين إلى مدينة أخرى وانتسب لناد آخر فيها فهل أصبح في تلك الحالة غريباً؟ وهل بات ابن نادي تشرين غريباً على حطين، أو ابن الكرامة غريباً على الوثبة؟ ما هذه المتاهة العجيبة وما سبب تلك الاختراعات التي لا نجد مثيلاً لها في أي بلد في العالم؟ أنديتنا وصلت لأقصى جهوزيتها، وأنجزت تعاقداتها، واستقرت على اللاعبين الذين سيمثّلونها، فكيف تقوم اللجنة المؤقتة بتعديل شروط التعاقدات، وتلزم الأندية بعدد معين؟ وكيف لنا أن نقتنع بأنه ليس وراء الأكمة ما وراءها وأن هناك تكريس لنزعات مناطقية و ناديوية مقيتة، ألا ترون كبريات الأندية الأوروبية كالريـال والبرشا وتشلسي والأرسنال والأنتر لا تجد من بين لاعبيها واحداً أو اثنين من أبناء النادي؟ كلنا نعلم أن احترافنا منقوص من أساسه فبدلاً من أن نرمم ثغراته نزيدها بمثل هكذا خطوة تدل على سوء في التخطيط ولا تدعم تطور اللعبة في الأندية، والذي هو بالأساس المقياس الأهم لتطور منتخباتنا الوطنية، ومن جهة أخرى فإن التعليمات الأخيرة الصادرة فتحت المجال أمام الأندية للتعاقد مع أي لاعب لا يرتبط بعقد في أي وقت من الموسم، وهذا يناقض ما هو متعارف عليه بوجود فترة أساسية محددة للانتقالات الصيفية وأخرى تعويضية هي فترة الانتقالات الشتوية ، وغير ذلك من ملاحظات عديدة كان يجب أن تتم دراستها بترو وعناية قبل إصدارها كي نسير في اتجاه التطوير لا أن ننحدر نحو التدمير.

المهندس سامر زيـن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار