الوحدة – يمامة ابراهيم
في بادرة غير مسبوقة وغير مألوفة، وقد تكون الأولى من نوعها لأننا اعتدنا على قتل أحلام الصغار قبل الكبار إلا إذا كان الحلم على مقاس ورغبة من كان يعتقد أنه متحكم حتى بإدارة الحلم، وتحديد اتجاهه ومساراته.
السيد الرئيس أحمد الشرع والسيدة عقيلته يلتقون كوكبة من الأطفال بمناسبة اليوم العالمي للطفولة، وأمام الرئيس وبتشجيع منه يتحول اللقاء إلى ثقة بلا قيود، وأمنيات بلا حدود.
الأطفال رسموا بالكلمات أحلاماً قابلة للتحقق مادام حارس الحلم مشجعاً وملهماً، ومادام سنداً وراعياً أميناً لتلك الأحلام.
من تابع اللقاء تتولد عنده القناعة بأن زمن مصادرة الأمل انتهى، وأنه يمكن للعقل أن يطلق رؤاه على الأفق دون قيود أو حدود بعد أن كنا في خلواتنا نردد عبارة من يتجرأ على الحلم.
مجلس وزراء طفلي يخطط ويحدد آليات وكيفيات متابعة طريق الغد كي لايكون هناك غربة أجيال، وكي يتنامى حس المسؤولية، ويكبر ويتفتح كما تتفتح هذه البراعم.
أية قراءة واقعية ومنصفة للقاء يجب أن لا تغفل ذهنية القيادة، والطريقة التي يفكر بها السيد الرئيس، حيث بناء الأوطان لا يقتصر على جيل بعينه وعلى مرحلة بعينها، بل هو حالةمتوارثة من جيل لآخر يقدم كل جيل مايستطيع لأجيال لاحقة تكمل مسيرة البناء، ولكي يحصل ذلك لابد من تهيئة مناخات إبداع الأجيال اللاحقة، وإعدادهم وتنمية حس المسؤولية لديهم ليكونوا قادة الغد هذا من جهة، ومن جهة ثانية التنافس على خدمة الوطن، وليس على اقتسام الكعكة فيه بمعنى أن يكون تنافس الأجيال على الخدمة العامة، وليس على المكاسب والمغانم.
اللقاء بتفاصيله يؤسس لعلاقة محبة لا أفق لها ولا سقوف، وبقدر ما يشجع على الحلم يبعث برسالة تقول: إن الحلم قابل للتحقق والتحول إلى واقع عندما يكون حارس الحلم زارعه.