الدكتور محمد كتوب.. من شاهد على المجزرة إلى دبلوماسي في ملف الأسلحة الكيميائية

الوحدة – بثينة منى

أعلن وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني عبر منصة X اليوم اعتماد المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الدكتور محمد كتوب التزاماً بإغلاق صفحة الإرث الأسود الذي خلّفه النظام البائد، حيث تقدم بالشكر والتقدير لدولة قطر الشقيقة على دعمها المتواصل منذ بداية التحرير في هذا الملف المعقد.
فمن هو الدكتور محمد كتوب..؟
سلك الدكتور محمد كتوب مساراً حافلاً بالعمل الدؤوب من أجل تحقيق العدالة، فكانت المحطة الأكثر إيلاماً في حياته هي وجوده في الغوطة الشرقية عام 2013، حيث شهد بشكل مباشر الهجوم الكيميائي المروّع الذي نفذه نظام الأسد، ولم يكتفِ الدكتور كتوب وهو خريج كلية طب الأسنان من جامعة دمشق بدور الشاهد، بل حوّل هذه التجربة المأساوية إلى محرك للعمل، فبعد خروجه من سوريا انخرط بشكل فعّال في الجهود الدولية لكشف الحقائق، حيث تعاون مع فرق التحقيق الدولية في ملف الأسلحة الكيميائية، وقدم دعماً مباشراً للمجموعات المعنية بالضحايا والناجين.
لم يتوقف دور الدكتور كتوب عند تقديم المعلومات، بل امتد إلى ساحات المناصرة والمساءلة القانونية، فقد استخدم معرفته وخبرته الميدانية لتقديم إحاطات مفصلة أمام مجلس الأمن الدولي والعديد من المحافل الدولية الأخرى، وذلك خلال عمله مع منظمات غير حكومية ومراكز أبحاث مرموقة، كما تجسّد التزامه الشخصي بالمحاسبة عندما أصبح طرفاً مدعياً في قضية استخدام السلاح الكيميائي ضد رئيس النظام البائد.
بعد التحرير انتقل الدكتور كتوب إلى العمل المؤسسي الرسمي، حيث التحق بوزارة الخارجية وعمل في إدارة المنظمات والمؤتمرات الدولية بعد إتمام تدريبه الدبلوماسي، وهنا استطاع أن يوظف رصيده العملي الطويل الذي امتد لأكثر من 12 عاماً في التعامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لخدمة الدولة، فساهم بشكل مباشر في تسهيل الزيارات الميدانية لبعثات المنظمة وترتيب لقاءاتها مع الشهود والضحايا، كما عمل على تطوير قدرات الكوادر المحلية في الوزارات المختلفة المعنية للتعامل مع المخلفات الكيميائية وحماية السكان من أخطارها.
يدعم الدكتور كتوب هذا المسار الحافل بخلفية أكاديمية وعلمية قوية، لا تقتصر على تخصصه الأصلي في طب الأسنان، بل تمتد إلى مجال الحقوق والدبلوماسية الدولية، حيث حصل على زمالتين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، إحداهما في مركز الصحة العالمية والدبلوماسية والاقتصاد، والأخرى في مركز حقوق الإنسان، وهذا المزيج الفريد من المعرفة الطبية والخبرة الميدانية في مجال حقوق الإنسان والتأهيل الدبلوماسي، هو ما يمنحه رؤية شاملة ومتميزة في معالجة هذا الملف.

اعتماد محمد كتوب مندوب دائم لسوريا
تصفح المزيد..
آخر الأخبار