مدارس طرطوس.. مكيـّفة !

العدد: 9425

 الأحد-15-9-2019

 

 

(المدارس مجهزة بمراوح وستائر لتحقيق أفضل نتائج تعليمية)، هذا كان تصريح السيد مدير تربية طرطوس في لقاء تلفزيوني منذ عدة أسابيع، وهذا هو (المضحك المبكي) بالنسبة لأهالي الطلبة الذين راسلونا وتحدوا أن يكون هذا الكلام صحيحاً، لا ينبع التحدي هنا من مبدأ تصيّد الأخطاء كما يقولون فمن لا يعمل لا يخطأ، بل من فداحة أن تطلق مديرية التربية هذا التأكيد بتحدي بدأته هي بهكذا تصريح يناقض الواقع تماماً بعد شكاوي الأهالي التي نقلت إلى مدير التربية لتكون إجابته بهذا الحسم الشديد، ومع ذلك فإن أغلبهم قال بأنه يسامح التربية بقصة المراوح التي إن وجدت في بعض المدارس فقد وضعت في غرف الإدارة والمكتبة وقاعات استراحة المدرسين وأنهم لن يخوضوا في جدل (بيزنطي) لن يقدم أو يؤخر في الأمر شيئاً إلا بكمّ التصريحات التأكيدية الصارمة من قبل التربية وبما يتنافى مع الواقع الذي يعرفه الأهالي والطلاب معاً ويمكن إثباته بجولة مدرسية قصيرة، لكنهم لن يسامحوا بموضوع الستائر ولا يمكن التهاون به، فهل يستطيع إنسان بالغ الجلوس معرضاً لأشعة الشمس حوالي تسعين دقيقة (مدة حصتين درسيتين) فما بالك بطفل، هذا غير انعكاس الضوء الشديد على السبورة البيضاء في بعض الأوقات وانعدام الرؤية تماماً، فأغلب الستائر عدا عن اتساخها الشديد قديمة جداً ومهترئة (مشققة) بشكل يجعل وجودها عبئاً في الصف ولم يتم تجديدها هذا في حال كانت موجودة أصلاً، بعض المدارس مازالت تقي طلابها حر الصيف وشمسه بلصق الجرائد على النوافذ كإجراء اضطراري، ومسلسل التقصير التربوي هذا لم ينته هنا فمن يصدق أنه بعد خمسة عشر يوماً من بدء العام الدراسي مازال قسم من المناهج لم يوزع على الطلاب في أغلب المدارس (يمكننا تحديد بعضها كدليل) ناهيك عن بعض كتب المواد الأساسية للحلقة الأولى (رياضيات – علوم – لغة عربية) والتي وزعت قديمة ومهترئة واللافت توفرها في المكتبات لمن يريد الشراء على حسابه، فهل هذا هو التحضير الممتاز الذي وعدتنا به التربية وصدعت رؤوسنا بعقودها المالية الضخمة لطباعة الكتب المدرسية وأنشدت طرباً عن الاستعدادات (المذهلة) لاستقبال العام الجديد، هل من تحضيراتها أن ينحشر خمس وثلاثون طالباً في شعبة واحدة في قرى المحافظة بحجة أن تعميماً وزارياً يمنع إحداث شعبة بأقل من عشرين طالباً، وأن تجري حملة التغييرات والتنقلات وإعادة الإداريين إلى التدريس في بداية العام الدراسي بكل ما شكله من إرباك على المدرسين أدى إلى احتجاجات شديدة وهذا ما نعتبره حقاً مارسه مدير التربية في ترتيب بيته الداخلي ولا نفوض أنفسنا حق الخوض فيه ولكن توقيته انعكس سلباً وبشكل كبير على الطلاب فيما لو كان في أشهر العطلة الصيفية، وسنؤكد ختاماً للسيد مدير التربية إننا نقلنا ملاحظات أهالي الطلاب كواقع حقيقي لبعض مدارس المحافظة متمنين المعالجة عملاً لا تصريحاً، وله الأمر.

كنان وقاف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار