د. مصطفى حجــــازي يغــــوص في تحــــليل التخـــــلّف

العدد: 9425

الأحد: 15-9-2019

 

 

التخلف الاجتماعي- مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور- هو عنوان لكتاب ليس جديداً للدكتور مصطفى حجازي وهو دكتور لبناني متخصص في علم النفس.

طبع الكتاب عدة مرات، وهو صادر عن المركز الثقافي العربي- بيروت- لبنان يقع الكتاب في حوالي 400 صفحة, وفيه معجم للمصطلحات التي وردت فيه.

وبشكل عام يدرس الكاتب في كتابه التخلف من البعد الإنساني، من خلال دراسة سيكولوجية الإنسان المقهور في المجتمع المتخلف والمنظور النفسي للتخلف، وقيمة الحياة، ويعرض الملامح النفسية والأساليب الدفاعية لهذا الإنسان المتخلف والخصائص البشرية للتخلف ويعطي أمثلة ونماذج واقعية قد نتفق أو لا نتفق مع الكاتب.

ويلخّص الكتاب ما نشر على غلافه الخارجي بشكل دقيق إذ يذكر: إن تجاهل كون التخلف على المستوى الإنساني كنمط وجود مميز، له ديناميته النفسية والعقلية والعلائقية النوعية، أوقع دارسيّ التخلف وعلماء التنمية، ومن ورائهم القادة السياسيون الذين يقررون عمليات التغيير الاجتماعي، في مآزق أدت إلى هدر الكثير من الجهد والوقت والإمكانات المادية، بشكل اتخذ طابع التبذير الذي لا يمكن للمجتمع المتخلف، ذي الأعباء الثقال، أن يسمح لنفسه به.

انطلق هؤلاء جميعاً في مشاريع تنموية طنانة، ذات بريق ووجاهة، قائمة على دراسات ومخططات جزئية، لم تتجاوز السطح معظم الأحيان، كي تنفذ إلى ديناميّة البنية المتخلفة من ناحية، أو إلى التكوين النفسي والذهني للإنسان المتخلف الذي أريد تطويره من ناحية ثابتة. وضعت خططاً مستوردة عن نماذج طبقت ونجحت في بلدان صناعية، ولكن هذه الخطط لم تخط بعيداً، فلقد أخفقت التجارب المستوردة، والمشاريع الملصقة من الخارج، كما فشلت المشاريع ذات الطابع الدعائي الاستعراضي في تحريك بنية المجتمع ككل، وفي الارتقاء بإنسان ذلك المجتمع. ذلك لأن إنسان هذه المجتمعات لم ينظر إليه باعتباره عنصراً أساسياً ومحورياً في أي خطة تنمويةالتنمية، مهما كان ميدانها، تمسّ تغير الإنسان ونظرته إلى الأمور في المقام الأول. لا بد إذاً من وضع الأمور في إطارها البشري الصحيح، وأخذ خصائص الفئة السكانية التي يراد تطوير نمط حياتها بعين الاعتبار. ولا بد بالتالي من دراسة هذه الخصائص ومعرفة بنيتها وديناميّتها، بما قد تحمل من ثغرات، تطمح إلى فتح الطريق أمام أبحاث نفسية ميدانية، تحاول فهم الإنسان المتخلف بنوعيته وخصوصية وضعه، وبشكل حيّ وواقعي لتكون مرتكزات علم نفس التخلف.

مهى الشريقي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار