العـــــدد 9424
الخميــــــس 12 أيلــــول 2019
جاءت نتائج مباريات الجولتين الأولى والثانية من التصفيات المشتركة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 لتعيد لنا التفكير مرة ثانية بأنه ليس هناك شيء ثابت في كرة القدم وخاصة الآسيوية منها فمنتخب اليمن الذي كان حصالة لكل المنتخبات عادل منتخبنا في الأمس القريب وهو فرض تعادلاً في هذه الجولة الثانية على منتخب السعودية بكامل نجومه بهدفين لمثلهما وكذلك منتخب الهند الذي كان يلقب بالمنتخب الهاوي وكان ضعيفاً بحيث لا يعيره أحدٌ لا وزناً ولا قيمة بات اليوم يعادل بطل آسيا (منتخب قطر) في عقر داره وقبلها كان قد تعادل مع منتخبنا في دورة نهرو أيضاً منتخب كمبوديا الذي لا يعرف أحدٌ تاريخه في كرة القدم يعذب البحرين بطلة غرب آسيا في النسخة الأخيرة ولم يستطع الفوز عليه إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعتهما بينما في الجولة الأولى تمكن منتخب فلسطين من التغلب على منتخبنا في غرب آسيا.
إذاً ومن خلال هذه النتائج من الواضح أن هناك تطوراً كبيراً لمنتخبات كانت بالأمس القريب تتلقى شباكها دزينة أو نصف من الأهداف في حين يخرج علينا من يقول بعد تعادل أو خسارة منتخبنا مع هذه المنتخبات بالتحديد ويلمح إلى فشل ذريع في المنتخب وتراجع مستواه دون النظر بعين الاعتبار أن تلك المنتخبات تتطور ولم تعد كما كانت.
وإن خرج أحدهم ليقول أن هذه المنتخبات تتطور ولماذا نحن لسنا كذلك والإجابة عليها تكون بالعودة إلى تعادلاتنا وخساراتنا مع هذه الفرق والمنتخبات والتي جاءت أغلبها في المقام الأول من وراء خلافات أو سوء استعداد أو غياب لأبرز عناصر المنتخب ولاعبيه الأساسيين أو حتى من وراء بعض الغرور الذي يصيب لاعبينا عندما يواجهون منتخبات أقل منا مستوى.
والنقطة المهمة التي أود الحديث عنها هي أن الكرة الآسيوية ليست كما كانت من قبل ونحن حالياً في مرحلة انتقالية دقيقة وحساسة وعلينا أن نقدم الدعم الكامل لمنتخبنا الوطني ونترك النقد الهدام الذي لا يفيد وإن لم نستطع ذلك فعلى الأقل علينا الصبر عليه وعلى مدربه الكابتن فجر إبراهيم وخاصة أننا اليوم نشاهد منتخب متجدد يحتاج بعض الوقت لكي يصل إلى المستوى الذي نطمح إليه جميعاً ولا يجب أن نبقي ذكريات التصفيات الماضية في البال عند كل مقارنة مع ما يقدم المنتخب في المباريات الحالية والقادمة.
ولا أعتقد هنا بأن منتخبنا بهذا السوء الذي يروجه البعض لغايات شخصية بالطبع نحن لا ننكر أن هناك بعض الأخطاء والضعف خاصة في الدفاع لكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا أن نصل إلى نهائيات كأس آسيا أو حتى نهائيات كأس العالم القادمين فمع قليل من الوقت ومرور جولات التصفيات وتحسن وزيادة الانسجام يمكن أن ننجح في بلوغ الهدف المنشود والمهمة الوحيدة نحن كإعلام ومتابعين لهذا المنتخب هي (كما ذكرنا) التروي قليلاً وعدم إطلاق الأحكام التي يمكن أن تحبط النفوس وتؤثر على الجو العام في معسكر المنتخب. منتخبنا عزنا وعلينا الصبر وإن شاء لله القادم أجمل.
مهند حسن