العدد: 9424
الخميس 12-9-2019
تزداد الاستعدادات لبدء قطاف الزيتون من جميع النواحي، واستبشر الناس خيراً مع أمطار متفرقة في أنحاء مختلفة من محافظة اللاذقية، والموسم مبشّر..
حول الاستعدادات الجارية لهذا الموسم من حيث القطاف والعصر، جلنا على عدة جهات مُخوّلة ومُعتمدة بمراقبة عمليات عصر الزيتون وتنظيمها، إضافة لتحديد مواعيد البدء في القطاف، وكانت انطلاقتنا من دائرة زراعة جبلة، حيث التقينا المهندس أحمد محمد رئيس دائرة زراعة جبلة، فقال: يقتصر دورنا نحن كزراعة في تحديد مواعيد بدء جني محصول الزيتون، طبعاً من مديرية الزراعة في اللاذقية، وحتى الآن لم تصدر أي تعليمات، ولكن من المألوف والشائع أن تكون بداية عمليات الجني في الثلث الأول من الشهر العاشر، أمّا بالنسبة للمعاصر فنقوم ومن خلال الوحدات الإرشادية بفرز مهندس لكل معصرة زيتون لمراقبة العمل فيها، من حيث استقبال الزيتون وتنظيم أدوار الفلاحين وذلك بالتنسيق مع أصحاب المعاصر، وكذلك تنظيم عملية توزيع ماء الجفت ضمن المنطقة التابعة للمكبس أو المعصرة، وحسب تعليمات الزراعة فإن على صاحب المكبس تصريف ماء الجفت على حسابه الخاص، وتوزيعه على الفلاحين واستخدامه في ري المزروعات، وهناك مقترح لتحويل ماء الجفت إلى مادة جافة أي حبيبات، وبالتالي باستطاعة الفلاح شراؤها والاحتفاظ بها لحين حاجته لها، وهذا يوفر على الفلاح وصاحب المعصرة ويحمي الأرض، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى من لديه ملاءة مالية للقيام بهكذا مشروع، ونتمنى ألا يبقى حلماً أو مقترحاً بل يصبح حقيقة، ويفضل أن يكون هناك تنسيق بين مديرية البيئة والصرف الصحي والزراعة ومؤسسة المياه، للحفاظ على المياه الجوفية والآبار الارتوازية من التلوث بماء الجفت، وبخصوص البدء بعمليات القطاف، فيفضل أن تبدأ بالثلث الأول من الشهر العاشر وما بعده، وطبعاً البدء بالجني يختلف أحياناً من منطقة لأخرى تبعاً لاختلاف درجات الحرارة بين منطقة وأخرى والارتفاع عن سطح البحر، وهذا يلعب دوراً في نضج الثمار، وحسب الظروف الجوية هذا العام فإن جميع المواسم تأخر نضجها بما في ذلك الزيتون، وحتى تاريخه لم تصدر مديرية الزراعة باللاذقية أي تعليمات بخصوص البدء لجني المحصول.
وفي الرابطة الفلاحية في جبلة قال السيد محمد حسن رئيس الرابطة: لدينا معصرة حديثة في دوير الخطيب تابعة لاتحاد الفلاحين تعمل منذ بداية الموسم، أسعارها أقل وأفضل من القطاع الخاص، وهي الوحيدة التي تلتزم بأسعار التموين.
وأضاف: الموسم هذا العام جيد، ولكن هناك مخاوف من نقص في المحروقات وبالتالي ستكون الأسعار مرتفعة، لذلك نتمنى من مديرية الزراعة تأمين الصهاريج لنقل ماء الجفت من المعاصر وتوزيعها على المزارعين واستخدامها في الري، كونها تتميز بجودتها العالية للمزروعات من حيث العناصر الكيماوية، وأن يكون في كل معصرة جرار أو صهريج، فالعام الماضي كانت الصهاريج تغطي نسبة ١٥ في المئة من المعاصر، وأحياناً يُخصص لكل منطقة جبلة صهريج واحد وهذا لا يكفي، وفيما يخص تسعيرة العصر والنسب المفروضة أكد السيد حسن أنه حتى الآن لم يصدر أي شيء في هذا الخصوص على الأقل بالنسبة لنا.
الخوف من (اليد العاملة)!
وبخصوص موسم الزيتون كان لا بد لنا من اللقاء مع بعض المزارعين، فالسيد يوسف قال: لدي ما يقارب (200) شجرة وكلها في طور الإنتاج، أنا أعتني جيداً من حيث الحراثة والتسميد والتقليم، أقدر موسمي بمائتين وخمسين تنكة، وأهم ما يؤرقني الآن هو قلة اليد العاملة، وإذا ما وُجدت فهي غالية، كذلك نقل المحصول من الأرض لغلاء الأجور، وخاصة قلة وجود مادة المازوت لأنني أستخدم الجرار لذلك ستكون أجوره أضعاف السنة الماضية، وأنا أفضل حالاً من غيري كون أرضي قريبة من الطريق ويستطيع الجرار الوصول إليها رغم أن الطريق غير معبدن وبالتالي ندفع أجوراً مضاعفة أما غيري ومن معظم مزارعي قرى الريف فيعانون من عدم وجود طرق تخدم أراضيهم الزراعية لذلك نتمنى من الدولة التوسع بشق الطرق الزراعية وتعبيدها كذلك يترتب علينا أجوراً عالية من المكابس ونتعرض أحياناً للسرقة في بعض المعاصر.
هذا العام سوف تكون الأجور عالية، حيث لمست هذا الشيء من عملية الحراثة لأنني دفعت ضعف السنوات السابقة، ناهيك عن أسعار ومصاريف جانبية كالنقل من وإلى المعصرة والعبوات البلاستيكية والأكياس التي نضطر لشرائها كل موسم وهذا عائد لسوء نوعيتها إذ لا تكفي لأكثر من موسم.
أيضاً التقينا مجموعة فلاحين من قرية التلازيق، حيث قالوا: تتعرض الثمار لدينا للذبول، كذلك لدينا إصابات بالدود، لذلك نكون مضطرين للقطاف خوفاً من خسارة المحصول والقطاف حالياً صعب جداً بسبب ارتفاع درجات الحرارة ولا مكابس تعمل ولكن مجبر أخاك لا بطلاً كما يقال.
أبو مجد مزارع من جيبول قال: نحن وككل عام لا نبدأ قبل الثلث الأول من الشهر العاشر لأن الثمار لم تنضج بعد والموسم هذا العام جيد جداً والحمد لله وبالنسبة لأسعار الزيت المرتفعة إذا ما حسبنا تضاعف كل الأجور المتعلقة بموسم الزيتون عشرات المرات فلا نجد أن الزيت غال، قبل الحرب كانت تنكة أو بيدون الزيت بثلاثة آلاف ليرة، والآن كل سلعة تضاعفت عشر مرات وأكثر، بالنسبة لأجور المكابس نتوقع أن تكون عالية هذا العام نظراً لغلاء المحروقات وقلتها ولكن وحسب المثل القائل من يريد أن يأكل العشرة عليه أن يدفع التسعة.
السيد محمد وهو طبيب قال: عشرة طويلة أنا وشجرة الزيتون فهي ابنة الساحل السوري بامتياز لأن الظروف المناخية والجغرافية تناسبها، وبعد تدني قيمة محصول الحمضيات وعدم إيجاد وسائل لتصريف الإنتاج، عاد المزارع إلى شجرة الزيتون عبر أصناف جديدة وغزيرة الإنتاج.
وتابع د. محمد: حالياً الموسم على الأبواب، لكن المزارع ينتظر هطول المطر بعد صيف حار وطويل لأن المطر يساعد على النضج وكذلك على تركيز الزيت في الثمرة بعد هروبه إلى الأغصان لفترة، هذا العام يبشر بموسم جيد، نأمل هطول المطر كما ذكرت، وأعتقد أن أمراض الزيتون هذا العام قليلة، إذ لاحظنا أن مرض عين الطاووس الخطير بات أقل لأن المزارع امتلك خبرة ومعرفة بطرق المكافحة والعناية، وأنا كمزارع أفضل الأصناف المحلية التقليدية المنتشرة في البيئة السورية على الأصناف المستوردة لأنها أكثر مقاومة للأمراض لكن مشكلة شجرة الزيتون أنها تعاوم، ما يؤثر على المردود المادي للزيتون وبالتالي يتأثر دخل المزارع وهذا يؤدي إلى ارتفاع سعر الزيت، مع ذلك يظل المردود المادي ضعيفاً نتيجة غلاء اليد العاملة وندرتها، كما أن جني المحصول يحتاج إلى وقت وصبر وجهد.
ومن معاناة مزارع الزيتون بعد القطاف توفير المكان المناسب والعبوات المناسبة الصحية، إذ أن حفظ الزيت في عبوات بلاستيكية يؤثر سلباً على الجودة، كذلك التأخير في قطاف الزيتون يؤدي إلى زيادة الأسيد في الزيت وهذا يقلل من الجودة أيضاً.
دفن بقايا الورق والثمار
المهندسة أمارة عبود قالت: يمكن اعتبار موسم الزيتون لهذا العام موسماً خيّراً وأفضل بكثير من العام الماضي.
طبعاً شجرة الزيتون بحاجة لخدمة بعكس ما يشاع عنها أنها ليست بحاجة للخدمة، حيث تصاب أشجار الزيتون بعدة آفات ولكن أخطرها في الساحل السوري آفتان: الأولى ذبابة ثمار الزيتون ولغاية هذه اللحظة مُسيطر عليها وقد ساعد ارتفاع درجة حرارة شهر آب في السيطرة عليها، أمّا لآفة الثانية هي مرض عين الطاووس وهو مرض فطري يصيب الأوراق وتزداد الإصابة به في الأجواء الرطبة المعتدلة ويسبب في تساقط الأوراق مما يؤثر على انتاجية الشجرة للثمار وبالتالي للزيت.
وتابعت عبود: هناك مجموعة من العمليات الزراعية التي تقدم لشجرة الزيتون مما يخفف ضرر آفاته بشكل عام حيث يوضع لكل آفة برنامج يعتمد على مبدأ الإدارة المتكاملة للآفة.
وعن أهم عمليات خدمة أشجار الزيتون التقليم الصحيح قالت: الحراثة السطحية للتخلص من الأعشاب ودفن الأوراق المتساقطة، وجمع الثمار المتساقطة والتخلص منها لأنها قد تحتوي عذارى ذبابة ثمار الزيتون، والتسميد العضوي، وغيره من العمليات التي تسهم في زيادة إنتاجية أشجار الزيتون وتحملها للآفات.
متى يحددون الأسعار؟
وحول عمليات عصر الزيتون والتصرف بماء الجفت كان لنا لقاء مع السيد محسن شعبان صاحب مكبس بتمانا، حيث قال: أجرينا الصيانة اللازمة للمكبس ونظفناه وكما السنوات السابقة سنقوم بتوزيع ماء الجفت الناتج عن عملية عصر الزيتون على المزارعين لري مزروعاتهم فيها أما بالنسبة للبدء بالعمل فهذه يحددها الفلاحون ولن يبدؤوا بالقطاف قبل بداية الشهر العاشر وهناك قلة قليلة تبدأ في الشهر الجاري لأسباب تتعلق إما لانقطاعهم من الزيت أو تتعرض أشجارهم للسرقة أو بدأت الثمار عندهم بالتساقط وبالنسبة للأجور فلا نعرف كيف ستكون هذا العام .
كما والتقينا مع صاحب مكبس حديث للزيتون ذكر كثيراً من القضايا والمشاكل التي تواجهه في عمله، أهمها: تصريف ماء الجفت الناتجة عن عمليات عصر الزيتون الذي من المفترض عليهم تعبئتها وترحيلها وسقاية مزروعات المواطنين فيها، إذ كيف بإمكاني أن أقوم بذلك وعلى حسابي الخاص وأنا يومياً ينتج لديّ أكثر من عشرين صهريجاً، كيف سأنقلها وأين المساحات المزروعة التي سأسقيها، أو كيف سأصل إلى أشجار ومزروعات في معظم الأماكن لا تصلها طرق، نحن نتكلم عن ريف جبلي في طبيعةٍ وعرة وحتى أجور النقل هذه لوحدها تقف عائقاً أمامي فتكلف مبالغ ضخمة تكاد تأتي على دخل المعصرة اليومي، هكذا إجراءات وكأننا في دولةٍ أوروبية وليس في ريفٍ فقيرٍ يفتقر إلى كل شيء بما فيه الطرق الصالحة للعبور، زد على ذلك أن المزارع وحتى الآن لم يقتنع بفائدة ماء الجفت لأرضه، لذلك من المستحيل أن نستطيع تطبيق هذا الإجراء.
سمعنا منذ سنوات أنه سيتم العمل على جمع مادة ماء الجفت واستخلاص المادة الفعالة منه على شكل حبيبات جافة، يشتريها المزارع ويحتفظ بها لحين الحاجة، وهذا بحاجة إلى شخص قادر على تمويل المشروع، ونحن بدورنا نقترح إقامة سدّآت لها كالسدّات المائية وجمعها فيها، ليجف الماء وتبقى المادة الفعالة، ومن ثم تجميعها وتوزيعها.
كذلك نحن لدينا مولدات تعمل على الديزل تستهلك ما يقارب ٥٠٠ لتر مازوت يومياً، سعر الليتر ٤٠٠ ليرة فيكون مجموع استهلاك يوم واحد ما يعادل ٢٠٠ ألف ليرة، وهذا مبلغ كبير طبعاً، فلماذا لا تقوم الدولة بإعطائنا المازوت المدعوم مثلنا مثل الأفران الخاصة، ولفترة شهر ونصف فقط، وهذا سينعكس إيجاباً على المزارع بالتأكيد، كذلك لماذا لا تقدم لنا قروضاً مُيسرة بدون فوائد للتحول من الديزل إلى الكهرباء، فنشتري محولات ضخمة لتشغيل الآلات، وهذا بدوره أيضاً ينعكس على الفلاح من حيث أجور العصر، ونأتي على مسألة تباين الأسعار ما بين المحافظات الموسم الماضي فرضت علينا مديرية التموين أجرة ١٨ ليرة للكيلو غرام الواحد من الزيتون، في حين كانت بطرطوس ٢٣ ليرة، أي هناك فرق خمس ليرات لكل كيلو، فلما هذا التباين؟
بالمناسبة إلى الآن لم تصدر التسعيرة من قبل مديرية التموين مثل كل موسم، ففي الموسم السابق أصدرتها بعد شهر من بدء العمل، وهذا يخلق مشاكل بيننا وبين الزبائن.
إذا أرادت الدولة المتمثلة بالجهات المنوطة بعملنا أن تفرض علينا تعليماتها وشروطها، فمن البديهي أن تكون متعاونة معنا في تطبيق هذه التعليمات، قدموا لنا تسهيلات، ساعدونا تستطيعوا التحكم بعملنا وفرض شروطكم.
تواجهنا أيضاً مسألة غلاء قطع الغيار، فمهما كانت غالية، نحن مضطرون لشرائها، وكما هو معروف في ظل هذا الحصار الاقتصادي الخانق لبلدنا، مجبرون على شرائها بالسعر الذي يفرضه التاجر أو المهرب، أمّا بالنسبة إلى الإرشادات الخاصة بتوقيت البدء بالقطاف، هل تمّت توعية المزارع حول مسألة القطاف المبكر وعدم جدواها، من حيث الحصول على زيت أقل كميةً ونوعية، كذلك الانتظار إلى ما بعد هطول الأمطار فيزداد الحجم دون الزيت، وهنا يحتج المزارع لأنه كان يتوقع كمية زيتٍ أكثر.
بعد المطر يزداد حجم الحبة بينما يبقى الزيت كما هو، وهنا التهمة جاهزة لصاحب المعصرة، بأنه تعرض للسرقة، كذلك هناك معاصر تكون غير مؤهلة فنياً، أو أسقطت الصيانة الدورية من اهتمامها، فتبقى كمية زيت كبيرة في التمز (العرجوم)، وإذا ما قدمت الشكوى للتموين، فلحين وصول مراقب التموين وغالباً ليس لديه أدنى فكرة عن آلية وكيف ومتى وأين ذهب الزيت، فيكون الذي ضرب ضرب والذي هرب هرب حسب المثل الشعبي.
ومع ذلك يقوم المراقب بتسطير ضبطٍ أقل ما يقال عنه ظلماً وبهتاناً، إذ أنّ المخوّل بهكذا مهمة يجب أن تكون لديه خبرةً ومعلومات خاصة، ودقيقة عن آلية عمل المكبس، وخاصةً عند الشكوى على أن هناك أماكن تسريب للزيت بقصد السرقة من قبل أصحاب المكبس، كذلك يكون هناك بعض القطع التي تحتاج لصيانة أو حتى تبديل، فتكون هي المسؤولة عن التسريب و خسارة الزيت، وتحمّل تهمة السرقة لصاحب المعصرة، أيضاً نحن نعاني بوقوعنا ضحايا لتجار التمز الذين يفرضون علينا الأسعار التي يرونها متحكمين بنا، فيشترونها بأبخس الأثمان، لتعاد قولبتها وضغطها، وبيعها بأسعارٍ تدر عليهم ذهباً، وكما هو معلوم مؤخراً كيف ازداد الإقبال عليها للتدفئة واستخدامات أخرى في جميع المنشآت في ظل ندرة المحروقات.
التريث بقطاف الزيتون
كما كل عام ينتظر الفلاحون موسم الثمرة المباركة لتحل عليهم بالرزق الوفير، وفي هذا العام لم تخل بعض المناطق من الإنتاج القليل.
عن كيفية قطاف الزيتون وأمراضه وتعليمات العناية به كان محور حديثنا حيث التقت الوحدة رئيس الرابطة الفلاحية في بانياس الأستاذ غياث داوود والذي حدثنا عن موسم هذا العام وأكد أن الموسم في المناطق الساحلية جيد على عكس بعض المناطق الجبلية التي تعرضت أثناء الإزهار إلى موجة حر تسببت بموسم قليل، وأكد أن مواعيد القطاف سيتم تحديدها عن طريق وزارة الزراعة وذلك على أمل حدوث أمطار تضمن لنا مواسم جيدة وذلك لأن حب الزيتون بدأ بالتراجع بسبب العطش، وقامت رابطة الفلاحين وبتوجيه من وزارة الزراعة بنشر تعليمات تؤكد التريث بقطف الزيتون، ثم تحدث عن بعض التعليمات التي يجب اتباعها للحصول على موسم جيد حيث يجب على المزارعين حراثة الأرض في الشهر الثالث أو الرابع مع التسميد والتقليم، ويتم التوجيه لذلك بإرسال مهندسين من الوحدات الإرشادية لإعلام المزارعين بذلك، وأكد أن أفضل طرق القطاف هي المشاطة وليس النبر لما له من تأثير سلبي على براعم العام المقبل التي ستحمل ثمار الزيتون وبالتالي سيكون الإنتاج قليلاً بسبب تكسر البراعم وهذا الموضوع من ضمن التوجيهات التي تقدم للفلاحين، وأشار داوود إلى أن مرض عين الطاووس ينتشر بكثافة وخاصة في الوديان بسبب الرطوبة، وتم توجيه الجمعيات الفلاحية بإعلام الفلاحين بوجود كل ما يلزم لدى مديرية الزراعة من (جرار ومرش) ويقدم مجاناً لكل فلاح يرغب بضخ أشجاره ويطلب منه إحضار الدواء فقط، وفي هذا العام قامت الجمعية السورية للتنمية بضخ أشجار كل من قرية العصيبة، بلوزه، جليتي، وعند سؤاله عن مصير ماء الجفت قال: يوجد في كل معصرة خزان تجميعي كبير تكون سعته حوالي 2000 برميل يتم تعبئته بماء الجفت وتنقل لاحقاً إلى أراضي الزيتون عبر الصهاريج، وأكد أن هذه العملية غير مكلفة بالنسبة لصاحب المعصرة، ونوّه أنه لم تسجل أي شكوى بهذا الموضوع حتى اللحظة لأن المعاصر ملتزمة بهذا الشرط، مع العلم أن هناك جولات تتم من قبل الزراعة والتموين ومديرية الصناعة والمحافظة، وذلك لأن ماء الجفت له فوائد كفائدة السماد لذا يتم ري أشجار الزيتون به بالإضافة إلى أنها خطوة للحفاظ على المياه الجوفية، وفي كلمة أخيرة طلب الأستاذ غياث داوود من المزارعين ألا يبدؤوا بقطاف الزيتون اليوم حفاظاً على موسم جيد.
ثقافة زراعية ضعيفة!
ثم التقينا السيد نسيب أحمد (صاحب معصرة) وقال: تختلف مواسم الزيتون باختلاف الخدمة والطقس حيث يحتاج زهر الزيتون إلى حرارة محددة حتى يعقد ويجب أن تكون حرارة الطقس 25 درجة وهذا هو السبب الذي يجعل موسم الزيتون في الساحل جيداً في الجبل، أما عن قطاف الزيتون فقال: معظم السكان يقومون بقطاف الزيتون قبل نضوجه لأن الوقت الصحيح والمناسب لقطافه في تشرين الأوّل وذلك لنفس السبب الطقس والبرودة، وتعتبر المشاطة أفضل وسائل القطاف لأن النبر يؤذي الأشجار حيث تتعرض الأغصان التي ستكون حاملة للموسم القادم للضرب وبالتالي سيكون الموسم القادم غير جيد وذلك بسبب الثقافة الزراعية الضعيفة والعناية أيضاً، وأضاف: يعتبر الناس أن موسم الزيتون سنوي ثانوي وهذا غير صحيح وتابع حديثه عن أسعار الزيت وعلى الرغم من أن الزيت يمكن تخزينه من سنتين إلى ثلاث إلا أن أسعاره غير مرتفعة مقارنةً بزيت المازولا، وعن أنواع الزيت قال: هناك الزيت الأخضر وهو صحي أكثر من الزيت الخريج ولكن الأغلب يفضلون الخريج لأنه يبقى وقت أطول وله نكهة خاصة مع أكلات معينة بالإضافة لإمكانية خلطه مع الزيوت الأخرى، ولكن يجب أن نذكر بأن الزيتون يعطي زيتاً أكثر إن بقي دون سلق لأن السلق يحوله إلى مادة شحمية وبالتالي يكون الإنتاج أقل، إضافة إلى أن زيت الخريج يحتاج إلى عمل أكثر، وعن مراحل العصر قال: تكون أول مراحل العصر حسب نظافة الزيتون حيث تزال الأوساخ والأغصان والأوراق وبعدها يعصر وهناك نوعان للعصر على البارد والعصر على الساخن وفي العصر على البارد يتم كبس الزيتون وبعدها يذهب إلى الفرازة التي تفرز الماء عن الزيت ومن ثم يعبئ بأوانٍ خاصة، وبالنسبة لما ينتج عن عصر الزيتون من فضلات سواء كان التمز فهو يباع للمداجن التي تستفيد منه في عملية التدفئة أو يباع لمعامل تسحب منه الزيت لصناعة الصابون، أيضاً هناك ماء الجفت الذي يجمع في خزانات ويأتي معظم الناس لأخذه لأنه مفيد جداً لأشجار الزيتون، ونوه أن على المزارعين التأني في القطاف حتى لا يذهب موسم الزيتون السنوي دون فائدة خاصة أنه موسم اقتصادي.
(كلّ ما عتق بيحنّ)
وفي لقائنا مع أحد مزارعي الزيتون قالت أم أحمد: يبدأ معظم الناس بقطف الزيتون من الشهر التاسع فيما يبدأ الفلاحون من تشرين الثاني في قصقصة الزيتون وتسميده بالإضافة الي حراثته وذلك حسب المنطقة، ويعتبر القطاف باليد هو أفضل طرق القطاف ولكن باتت هذه الطريقة من الطرق القديمة وغير المتعبة وذلك لصعوبتها حيث يستخدم الكثير من الناس اليوم المشاطة أو النبر، ثم تحدثت عن أسعار الزيت وقالت إن أسعار زيت الزيتون غير مرتفعة قياساً بأنواع الزيوت الأخرى فيجب أن نضع في الحسبان التكاليف المرتفعة من الحراثة والقصاص حيث تبلغ أجرة القصاص في اليوم الواحد من ٦٠٠٠ إلى 7000 ليرة سورية أيضاً هناك مزارعون لا يقومون بقطف محصولهم بنفسهم بل يستعينون بأشخاص آخرين فتكون نسبة هؤلاء الأشخاص مرتبطة بالموسم في حال كان الموسم جيداً سيقسم المحصول بالثلث أما إذا كان وسطاً يكون الإنتاج بالنصف وفي كل الأحوال من يقوم بالقطاف هو الرابح، وأشارت إلى أن قابلية الزيت للتخزين ترفع من سعره حيث يمكن تخزينه من سنتين ونصف حتى ثلاثة ويقال بأن (الزيت كلما قدم صار أطيب).
وقال العم أبو علي وهو من صافيتا بأن العادات جرت في الكثير من القرى بأن يتم قطف الزيتون بعد المطر ولم يسبق لنا أن قمنا بقطافه قبل ذلك لأن المطر يغسل الزيتون أولاً ويزيد الإنتاج ثانياً، هي عادات لازلنا نتمسك بها وتبين أنها على حق، أما ما ينتج عن عصر الزيتون من التمز فبات معظم الناس يطالبون به ليستفيدوا منه في التدفئة.
آمنة يوسف- سماح العلي- رنا ياسين غانم