العدد: 9424
الخميس :12-9-2019
تعتبر الألعاب الإلكترونية من بين الألعاب التي نالت المرتبة الأولى على حساب الألعاب الأخرى والتي أصبح لها دور هام وكبير في حياة الأطفال والشباب بفعل تقنياتها ومميزاتها فأصبحوا يندفعون نحوها بشكل رهيب دون الشعور بمخاطرها سواء من الناحية الصحية أو السلوكية أو الفكرية.
لعبة (ببجي) أكثر الألعاب انتشاراً على مستوى العالم كونها تنتمي إلى ألعاب البقاء، حيث يحاول اللاعب أن يحافظ على حياته داخل اللعبة حتى النهاية وذلك من خلال استراتيجية ناجحة في تجميع الأسلحة والذخائر والدروع والحفاظ على نفسه بمواجهة اللاعبين الآخرين وقتلهم جميعاً فعدد اللاعبين في لعبة ببجي 100 لاعب يجدون أنفسهم على خريطة، ثم يبحث كل لاعب عن الأسلحة والذخائر وعلب الإسعاف وحقن الأدرينالين وما إلى هنالك من أدوات اللعبة تبدأ المعركة التي يكون هدف كل لاعب فيها أن يقتل اللاعبين جميعاً ويبقى حياً حتى النهاية وتجعل اللاعب يرى في القتل والعنف وسيلة للنجاة والفوز.
هذا عدا عن مخاطرها من تنمية العنف أنها تؤثر سلباً على اللاعب والأسرة والمجتمع من الناحية الصحية فقد يصاب اللاعب بزيادة تركيز الجلوكوز بالدم بسبب الجلوس الطويل والمتواصل لفترات طويلة والتأثير على مفاصل الرقبة ومفاصل اليدين بسبب ساعات اللعب الطويلة زيادة على عدم الحصول على النوم الكافي وقد يلجأ اللاعب إلى تناول المزيد من المواد المهدئة والمنومة لتعويض هذا النقص مما يؤدي إلى إصابته بأمراض مثل الضغط والسكر وزيادة في الوزن.
وبسبب الابتعاد عن الأهل لساعات طويلة بسبب اللعبة تؤدي إلى حدوث التفكك والمشاكل مع أفراد العائلة والخلافات الزوجية نتيجة إدمان الأزواج على اللعبة وما شابه والتخلي التام عن المسؤوليات تجاه العائلة وحدوث الطلاق.
ومن مخاطرها الأقوى التراجع الدراسي عند الأطفال والمراهقين نتيجة تعلقهم بمثل هذه الألعاب الإلكترونية وسرقة الأبناء في غفلة من أولياء الأمور.
هذا الإدمان الخطير جعل الأهالي يشتكون ويتذمرون حيث أفاد الكثير منهم أن أبناءهم يتذمرون من أبسط الطلبات أو حتى من أداء أقل واجباتهم.
– تقول إحدى الأمهات عن معاناتها مع ابنها الذي دخل الجامعة وتتحدث عن إدمانه الألعاب الإلكترونية (ببجي) ومعاناته من اضطرابات النوم وعدم انتظام الطعام فضلاً عن تضييع وقته بالكامل خلف الشاشة.
– السيدة مها تقول: زوجي وبسبب إدمانه على الألعاب الإلكترونية جعل المنزل جحيماً لا يطاق، فقد أصبحت أشتهي أن أشرب معه فنجان القهوة الصباحية كما كنا قبل هذه الألعاب ولكن عبث بالليل سهر ونوم بالنهار.
لا شيء أصعب من مواجهة عدو يتسلل إلى منزلك عبر الانترنت الذي بات الاستغناء عنه مستحيلاً خاصة مع ارتباطه بكل معاملات الحياة، فقد تعددت مخاطر الألعاب الالكترونية من إهدار الوقت لدى الأطفال والمراهقين والشباب مروراً بترويج أفكار مسمومة متطرفة إلى أن تحولت قاتلاً مأجوراً محترفاً ويجيد اختبار ضحاياه عن بعد وهو الأمر الذي يتطلب تحركاً جماعياً للحفاظ على جيل المستقبل وإنقاذه بشتى الوسائل.
منى الخطيب