..والقراءة وتنظيم الوقت واحترام الآخرين واكتساب المعارف أدواتك لتصبح مثقفاً

العدد: 9424

الخميس :12-9-2019

 

نتداول في يومياتنا ألفاظاً وألقاباً عدّة نلصقها بأشخاصٍ يبدون للوهلة الأولى لهم من اسمهم نصيب، لكنّ الحقيقة التي تكشفها لنا طباعهم وأفعالهم وأقاويلهم تعاكس انطباعاتنا عنهم، وتقلب نظرتنا إليهم، إذ إنّ بعضهم لا يستحق إلا لقباً صغيراً يناسب قدراته العقلية المتواضعة، وإن كانت مؤهلاته العلمية عاليةً لكنها ليست مبرّراً ليصطفّ مع أوائل النّخب المجتمعية وسواها، والمثقّف أحد هؤلاء، أو مدّعو الثقافة إن صحّ التعبير..
لكنّ بعضهم يسعى ويجتهد لينال ما يستحقّ من التّسمية، لذا عليه التمتّع بصفاتٍ تميّزه عن سواه وتؤهّله لحمل اللقب، من سعة الاطلاع واحترام الذات والآخرين، وتنظيم الوقت، واكتساب المعارف من مناهل مختلفة ومتنوّعة و…

في الأسطر الآتية نستطلع بعض الآراء حول اكتساب لقب المثقّف وصفات حامله وجدارته في لبوسه وعدم كونه فضفاضاً عليه أم لا..
هيفا أسعد (مهندسة)، رأت أنّ الثقافة تختلف بشكلٍ كبيرٍ عن التعليم، فالشخص المُثقف يكونُ مُلِماً بمُختلف المواضيع والأمور الحياتية، أمّا الشخص المُتعلم غالباً يكونُ مُختصاً بشيءٍ مُعيّن فقط، لذلِكَ يرغبُ النّاس بأن يكونوا مُثقّفين ليستطيعوا الانخراط في مُختلف المُناسبات ومع أشخاصٍ مُختلفين اجتماعياً وثقافياً وعلمياً، فالمُثقف لديه القدرة على جذب الانتباه وتسليط الضوء على نفسه من خلال طريقة تحدّثه المُميّزة والمُقنعة، إضافة إلى أنَّ لهُ فرصاً أكبر من غيره في الوصول إلى مبتغاه.
فيما يؤكد علي شبانة (موظف)، أنّ المُثقف يمتلك قُدرةً فعّالة في الحديث والنقاش، مِمّا يجعل وقوعه في المواقف المُحرجة أمراً نادراً، حتّى إن حدثَ ذلِك يستطيع الخروج منها بسهولة، والنجاح في مُختلف المشاريع أو الأمور التّي يقوم بها المثقّف سمة هامة، كذلك مقدرتهُ على إقناع الآخرين بأفكاره ومشاريعه تكونُ أكبر من غيره، كما أنه ينال التقدير والاحترام من قبل الآخرين، ويُفضّلونَ تواجده في المُناسبات الاجتماعيّة المُختلفة ليكونَ المُتحدّث الرسمي فيها، كذلك الوضع لحلّ المشاكل المُختلفة مع الآخرين أو بينَهم، بسبب مقدرته الكبيرة على الحديث والإقناع.
أما رانيا جبيلي (مدرّسة) أشارت إلى أنّ على الشخص أن يُلم بمُختلف الأمور إن كانت سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة، حتّى يكونَ قادراً على أن يكونَ مُثقّفاً في كلامه مع الآخرين، كما أنّ عليه قراءة الصحف ومتابعة الأخبار بشكلٍ يوميّ، فالمُثقف يجب أن يكونَ على علمٍ بمُختلف الأخبار والأمور الجديدة في البلاد وخارجها، ليستطيع المناقشة مع غيره بكُل سهولةٍ وثقة، ولا يكفي بأن يكونَ مُثقفاً فقط، فالشخص المُثقّف والجدّي يكونُ مُملاً ومغروراً في نظر غيره، لذلِكَ يجب أن يمتلك القدرة على ترفيه غيره والحديث بشكلٍ مُشوّق ومُمتع، وتجنُّب الجديّة بشكلٍ دائم، وعلى المُثقف أن يُظهر ثقافتهُ بطريقة كلامه، عن طريق احترام وجهات النظر المُختلفة وتقبّلها، والاستماع إلى الآخرين وعدم مُقاطعة كلامهم، والتعبير عن رأيه بطريقة حضارية ومؤدبة وعدم فرضها على غيره، وعدم مُحاولة اختلاق المعلومات أو التحدُّث إذا كانَ الأمر لا يعنيه أو يجهله، ومُحاولة تحويل النقاش إلى الأمور التّي يفقه فيها، أيضاً يجب تجنُّب الحديث في الأمور التّي يجهلها الآخرون، فبذلِك قد يشعُر الأشخاص بأنَّ هذا الشخص مغرور ويتفادونَ الحديث معهُ في أوقاتٍ أُخرى.
رشا علي (خرّيجة إرشاد نفسي) قالت: يجب على الإنسان أن يضع في اعتباره أن التعليم الذي تكون مجبرًا على القيام به في المدرسة أو الدرجات العلمية الأخرى ليس المعنى الصحيح للتثقيف، لكن الثقافة تعني فهم العالم من حولك، فالناس بطبيعتهم لديهم فضول لطرح الأسئلة عمّا يدور حولهم، والعقل المبدع حقًا هو من يتساءل عمّا يحدث حوله ويحاول أن يفسره بمنطقه هو، وعليه تكوين حصيلته اللغوية من المفردات، وذلك من خلال الاطلاع على عدد قليل من التعريفات كل يوم، ويمكنك أيضاً شراء كتب تساعدك على زيادة محصلة المفردات لديك.. قم بقراءة قاموس اللغة كلمة كلمة، هذا سوف يأخذ منك وقتاً طويلاً قد يكون سنةً كاملة ولكن يعمل على نمو عقلك .
ولا تنسَ قراءة مجموعة متنوعة من الكتب، إذ غالباً ما توصف القراءة الكثيرة بأنها سرّ الذكاء، ربما لا تستمتع بذلك دائماً لكن القراءة تفتح عقلك وتزيد من أفكارك المبدعة واكتساب خبرات جديدة، ويمكنك أن تثقّف نفسك عن العالم الذي حولك بزيادة اهتمامك بالموضوعات مثل الأحداث الجارية, والحقائق المثيرة للاهتمام, والاطلاع على الكتب الجديدة, الأفلام و الدراسات العلمية والاختراعات المثيرة للاهتمام, والبرامج التعليمية فهي وسيلة رائعة للتعلم .
ولابد من استخدام المعلومات التي حصلت عليها حتى لا تصبح عديمة الفائدة، إنّ دفن المعلومات ليس مفيداً، يجب عليك مشاركة العالم من حولك في هذه المعلومات حتى تنمو وتزدهر، وبقدر ما تستطيع حاول زيارة أماكن جديدة، وهذا يمنحك عقلاً متفتّحاً ويمكّنك من التعرف على العالم الآخر وفهم الثقافات المتعددة وستكون قادراً على فهم أنّ كوكب الأرض واسع وضخم وهناك المزيد والمزيد للتعرف عليه أكثر .
أخيراً إن طرح الأسئلة الدائم عن كل شيء حولك وباستمرار يجعلك أكثر ذكاءً، حدد أهدافك كل أسبوع للقيام بها، واسأل نفسك كل مرة عن الأهداف وماذا حققت وماذا لم تنجز منها ؟ و لماذا لم تتمكن من تحقيقه في الأسبوع الماضي ؟ وماذا يمكنك أن تفعل لتحقيق أفضل فرصة للنجاح ؟
وكن منظّماً لأن إضاعة الوقت ليست من قواعد النجاح الثقافي وإن كيفية إدارة وقتك هي الطريق الصحيح للنجاح.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار