الحق يعلو ولا يعلى عليه

العدد: 9423

الأربعاء:11-9-2019

 

الحق دائم الوجود كالطبيعة والفصول، والكواكب والنجوم وجنة الخلود وفردوس الملكوت، صوته رعد صاعق ينذر ويتوعد ويهدد من يحاول المساس به أو إلغاءه لأنه نبضة سرمدية في الوجود لا تموت مهما طال الزمن، ينطلق من حنجرة كل مظلوم ومضطهد بوجه كل معتدي على حقوق الناس، وسلب حق الأوطان في الاستقلال والشعوب بالأمن والأمان، صرخته أبلغ حداً ومضاءً من حد السيف البتار، ومن طعنة خنجر وأقوى دوياً وتدميراً من الأساطيل البحرية التي تحمل الصواريخ النووية لفناء البشر، ومن حمم البراكين المنصهرة التي تصهر الحديد والفولاذ والذهب، ومن نار جهنم التي بلا هوادة تحرق وتبيد الحجر والأرض والشجر وتزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة وتغير ملامح الوجوه والأشياء، صرخته في وجه منظر ومشرع ومخطط ومولع نيران الحروب المدمرة وقارع طبولها كحرب هتلر النازية التي قتلت وأبادت وشردت الملايين من الأبرياء والشهداء، وفي وجه كل طاغٍ ومتجبر علق المشانق في أعناق المناضلين الأحرار والمجاهدين الأبطال في سبيل استقلال وطنهم من الغزاة ولجم الأفواه وخنق صوت الكلمة الحرة المناضلة وحرية الرأي تخيف ولا تخاف من الأعداء لاسترداد الحق المغتصب من عدو الدين والدنيا ويوم الحساب، صرخة فيها اللوم والعتب على من خان الوطن والأمانة والقسم وتاجر بالكرامة وباع الشهامة والرجولة والشرف والقيم.
أما صرخة وطني المنكوب صاحب الحق المجلجل في الفضاء والمبادئ والعقيدة والكلمة الجريئة والقرار الحاسم والحكيم وأبو الكرم والجود والعطاء، والرافض دوماً للرضوخ والتبعية والذل والهوان وحامل لواء الحرية والعدل والمساواة وأثقال المتعبين في الحياة، أقوى دوياً من انفجار القنبلة الذرية التي دمرت مدينة هيروشيما اليابانية التي خطفت البصر وشوهت الأجنة في الرحم وملامح الوجوه ومعالم الأشياء، وغيرت فصول الحياة.

عيسى موسى موسى 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار