السياحة الجنوبية.. عوائق متنوعة تقف أمام تطويرها واستثمارها بالشكل الأمثل

الوحدة_ سليمان حسين

يُعتبر القطاع السياحي في مدينة اللاذقية من أهم القطاعات الخدمية وأكثرها نشاطاً، حيث تعتمد على وارداته الكثير من الجهات سواء كانت تحمل الصفة الحكومية أم الفردية، وغالبية هذه النشاطات تتركز في فصل الصيف على بساطه الواسع، وجزء آخر خلال الشتاء الطويل داخل منتجعات كاملة الوسائل الخدمية.
بالمطلق، تتركز غالبية نشاطات القطاع السياحي بشكل رئيسي في الجهة الشمالية من المدينة بغض النظر عن الأرياف المتداخلة شمالاً، إضافة إلى سلسلة جبال صلنفة والحفة وأرياف جبلة والقرداحة.
وبالدخول إلى شمولية السياحة المتداخلة مع مدينة اللاذقية، تُعتبر الجهة الجنوبية نائمة في ثبات طويل بكل المقاييس، باستثناء بعض التواجد الفردي على الشط الرملي الذي لا يقل أهمية عن باقي الشواطئ الشمالية الشهيرة.
صحيفة الوحدة استطلعت الأوضاع السياحية في بعض المناطق التي تحاول إيجاد فرص وأرضية سياحية تكون منطلقاً فعلياً قادراً على تقديم الخدمات وآليات الجذب السياحي، حيث تمتد هذه السياحة إلى القرب من الحدود الإدارية لمنطقة جبلة، وتبدأ من الرمل الجنوبي والعربية وصولاً إلى البصة والصنوبر، إضافة لفديو والمناطق المحيطة. وتغطي معظم تلك المناطق حقول واسعة من الحمضيات، كما تمتلك واجهة بحرية غاية في الجمال، فقد كان وجود مكب البصة بتلك المنطقة ما يشبه حجر العثرة جاثماً أمام أعين صناع السياحة المحلية، نتيجة ما ينفسه من سموم وروائح، وبالتالي إضعاف الأرضية الحقيقية للإقلاع السياحي هناك.
ومن أهم عوامل إضعاف تلك المناطق أيضاً هو استملاك من نوع آخر، اصطنعته فئات لا تهمها من القوانين والقيم النبيلة سوى مصالحها، والتي تمثلت بوضع اليد على شواطئ رملية لا يُسمح حتى للطيور الاقتراب من تلك الممالك الشاطئية، وبالتالي الابتعاد الآمن وعدم الانخراط بتلك التفاصيل الخطيرة لتبقى بعيدة عن شتى أنواع الاستثمار حتى لو أنها تحمل صفة الأملاك الخاصة.
لكن اليوم لا بد من استدراك الوضع وسلخ هذه النظريات التي لبست تلك المناطق السياحية المهمة، ووضعها تحت قوانين الاستثمار وإعادة جدولة الاستملاكات المتنوعة والمتوقفة هناك، والقيام بحملات ترويج إعلامية خاصة بهذه المناطق المحرومة والفقيرة سياحياً بإشراف مباشر من وزارة السياحة.
مدير سياحة اللاذقية م. فادي نظام أكد للوحدة أن المنطقة الجنوبية الممتدة حتى جبلة والتي تضم البصة والصنوبر ستكون تحت مجهر الاستثمارات السياحية المقبلة، حيث يتم إعداد بعض الدراسات الخاصة بها في وزارة السياحة.
وخلال جولة إلى مدينة جبلة تم البحث في المواقع التابعة لمجلس مدينة جبلة وإمكانية طرحها للاستثمار والقيام بتنميتها نظراً لواقع البنى التحتية الخاص بهذه المواقع، حيث أكد السيد نظام أن وزارة السياحة تعد الدراسات التخطيطية مع بعض الجهات المعنية بالاستثمار والمستثمرين للبدء بتنفيذ المشاريع الاستثمارية على هذا الشريط الساحلي من الرمل الجنوبي وصولاً إلى حدود جبلة، وخلال المرحلة المقبلة سيتم طرح العديد من المشاريع والاستثمارات السياحية بشكل مدروس.
كما سيتم العمل على فتح مشروع الخليج الذهبي في منطقة حميميم والعمل على تنفيذ واستمرار المشاريع المتوقفة، وإعادة استثمار فندق مول جبلة ووضعه بالخدمة، وكذلك القسم الخاص بالشقق الفندقية، إضافة إلى الدراسات الخاصة بمناطق التطوير السياحي بين البصة والصنوبر وصولاً إلى الرمل الجنوبي وكذلك مدينة جبلة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار