“وردة إشبيليّة” عرضٌ مسرحيٌّ يستحضر الأندلس في قلب دمشق

الوحدة – ريم جبيلي

أُسدل الستار على العرض المسرحي وردة إشبيلية “تاج العروس” الذي احتضنته خشبة دار الأوبرا بدمشق، وسط حضور جماهيري غفير، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، وذلك بعد عرضٍ استمر ثلاثة أيام متتالية.
المسرحية أخرجها أحمد زهير وقدّمها أكثر من ثمانين فناناً، وجسدت حكاية أندلسية عن تعايش الأديان وعودة الحب والأصالة، لتكون لوحة فنية متكاملة تجمع بين الغناء والرقص التعبيري والتمثيل الدرامي.
هذا العرض جاء ليؤكد أن المسرح السوري مازال يواصل حضوره وتأثيره، وأن الفنون ستظل جسر التواصل والنهضة للشعب الذي يعرف كيف يبدع مهما كانت التحديات.
“وردة إشبيلية.. تاج العروس”.. عرضٌ جاء ضمن تعاون بين دار الأوبرا وفرقة دانس للرقص المسرحي ومنظمة موزاييك السورية، في تجربة تجمع بين الدراما والرقص والغناء والموسيقا الحية.
يروي العرض قصة “وجيدة” حسناء إشبيلية، التي تجد نفسها وسط دوامة الانهيار بعد سقوط المدينة الأندلسية، ويتشابك مصيرها بين ألفونسو الغازي الذي أحبها، وخابيرو الغجري الذي خطف قلبها، لتقف أمام تراجيديا تعكس ضياع المدن والهوية.
وينتقل العرض من أجواء الأندلس إلى الزمن الحاضر من خلال لوحات راقصة وسينوغرافيا بصرية غنية، عبر مشاهد معاصرة تحاكي الهجرات غير الشرعية نحو السواحل الإسبانية، ليختتم بلوحة رمزية عن دمشق بوصفها الامتداد الحضاري لإشبيلية، والدعوة إلى استعادة دورها الثقافي المشرق.
موسيقا العرض التي ألفها المؤلف الموسيقي محمد هباش، جاءت بتوليفة من الألحان العربية والأندلسية والغجرية، ومزجت بين الإيقاع الحي والغناء المسرحي.
وتنوع تصميم الرقصات الذي وضعته الكريوغراف رنيم ملط بين الرقصات الإسبانية والغجرية والعربية والتعبيرية، في تتابع أضفى على العرض حيوية وإيقاعاً بصرياً متصاعداً.
الممثلون المشاركون في أداء الشخصيات الرئيسية هم كل من الفنانين نوار بلبل بدور “ألفونسو”، وناهد الحلبي التي جسدت شخصية “الأم الحكيمة”، ووليد الدبس في دور “المغني الغجري”، وغسان الدبس بدور “والد وجيدة”، إلى جانب مجموعة من الراقصين والممثلين الشباب من خريجي المعاهد الفنية، وجاء أداء الممثلين متناغماً مع بقية العناصر الفنية، حيث نجحوا في نقل التحولات الشعورية للشخصيات بلغة جسدية متقنة.
اللافت في العرض أن السينوغرافيا اعتمدت على كتل ديكور متحركة وستائر هابطة عكست روح المكان وتنوع المشاهد، في حين أسهمت الإضاءة التي صممها ماهر هربش في إبراز الطبقات البصرية للمشهد وتكثيف الحالة الدرامية، كما استخدمت شاشة عرض خلفية لإظهار مؤثرات بصرية واسقاطات تاريخية زادت من جمالية التكوين العام.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار