مستقبل أبنائنا تحدده المفاضلة الجامعية

العدد: 9422

الثلاثاء:10-9-2019

 

جميع الطلاب الذين اجتازوا المرحلة الثانوية كان هدفهم دخول حرم الجامعة التي تمثل حلماً لديهم، فمنهم من كان هدفه دخول الجامعة بأي اختصاص يخولّه مجموعه ومنهم من رسم في حياته هدفاً كليّة معينة يريد الدراسة فيها، حيث تختلف طموحات الشباب ورغباتهم بحسب مجموعهم في الثالث الثانوي وحتى بحسب رأي الأهل في الاختصاص.

حول هذا الموضوع التقينا بعض الطلاب والأهالي الذين قدموا للتسجيل للمفاضلة في جامعة تشرين فكانت البداية مع الطالبة أنغام محمد فقالت: حلمي هو التسجيل في كلية التربية الرياضية وتقدمت للاختبار فيها، ولكن كثيراً من الأقاويل التي وصلتني أن هذه الكلية من الصعب جداً الدخول إليها لأنهم سيرفعون المعدلات بعد اجتياز الاختبار لذلك سيتمكن جزء قليل من الدخول إلى هذه الكلية، فقررت التسجيل في قسم اللغة العربية مع أني لا أحب هذا القسم ولا أرغب به فالحقيقة أن مجموعي لا يخولني إلا أن أسجل في قسم اللغة العربية.
الطالب حسين قرجو قال: المفاضلة في هذا العام أفضل من السنة الماضية طبعاً كمفاضلة أولى، وأريد التسجيل في هندسة المعلوماتية أو الاتصالات أو الميكاترونك وكان هناك توحيد للهندسات أغلبها 219 علامة وبالتأكيد سترتفع المعدلات ولكن أتوقع أن افتتاح الموازي للسنة التحضيرية ألا ترتفع كثيراً هذا العام، نأمل ذلك وقمت بزيارة فعالية اختياري مستقبلي التي تقام في المكتبة المركزية طيلة فترة المفاضلة وتعرفت على أقسام الهندسة كلها في الجامعة.
وعبّرت الطالبة نانسي عبد النور عن رغبتها في التسجيل في قسم إدارة الأعمال لأنه كما قالت: رغبتي منذ الطفولة ومستقبله جميل جداً، فقد تتيح لي الفرصة للعمل في بنك أو شركة ما، وقد تعرفت على مواد الفرع من خلال فعالية اختياري مستقبلي وانجذبت للفرع أكثر والمفاضلة كانت جيدة نوعاً ما وآمل ألا ترتفع كثيراً في المفاضلة الثانية.
وقالت الطالبة هديل أبو خليل: من خلال المفاضلة قررت التسجيل في قسم اللغة العربية لأن مجالاته واسعة، إما أستاذ في مدرسة أو الدروس الخصوصية، كنت أرغب في قسم المكتبات ولكن من خلال الفعالية أدركت أن مجالاته ضيقة وليس لها مستقبل بالنسبة لي والمفاضلة في الفرع الأدبي كانت منخفضة هذا العام وخدمت كثير من الطلاب.
الطالبة نتالي زريق قالت: كانت المفاضلة جيدة جداً منخفضة عن العام الماضي وأريد التسجيل في قسم الحقوق والمهم هذا العام أن التسجيل في فرع الأدبي مباشر أي لا وجود لمفاضلة ثانية وهذا مريح للطالب.
كما كان لنا جولة للتعرف على آراء الأهالي بالتسجيل والمفاضلة فالتقينا والدة إحدى الطالبات فقالت: أرى أن كلية الآداب من أفضل الكليات في الفرع الأدبي، فقد يتخرج الطالب مدرساً أو مدرسة فالغاية الأولى والنهائية من الدراسة هو إيجاد فرصة عمل فالطالب يجتهد ويتخرج بمعدل جيد كي يجد فرصة عمل ولكن الواقع يحبط هذا الطالب لأن الفرع الأدبي بشكل خاص غير مسؤولة عنه الدولة وهذا يشكل مشكلة لدى الطالب، إما ليجلس في المنزل بعد تعبه أربع سنوات أو لينتظر مسابقة، فطلاب الفرع الأدبي انظلموا كثيراً سواء بالمعدلات وبفرص العمل أيضاً، لأن مجالات العمل في الفروع العلمية أوسع… فطالب الأدبي لديه نوع من الإحباط وحتى الأهل أيضاً، لأن من مجموعه 190 في الأدبي مثله مثل 150 في الفرع العلمي، تتاح لهم نفس الأقسام في الجامعة، وأضافت أن الأهل يعانون كثيراً لإيصال ولدهم للجامعة لأن مصاريف الدراسة والأساتذة الخصوصيين أرهقت الأهل وبالنهاية يدرس ولدهم وينهي الدراسة الجامعية ولا يجد فرصة عمل.
والتقينا والدة طالب آخر حيث قالت: يُجبر الطالب في الثالث الثانوي بمادتي التربية الدينية واللغة الفرنسية وعند صدور النتائج تلغى علامة المادتين ما الغاية من هذا الأسلوب في التدريس وإصدار النتائج؟! وفرع الأدبي مظلوم في الجامعات من حيث التوظيف والمعدلات، من ناحية أخرى ما هو السبب وراء حرمان طالب السنة الماضية من التسجيل في هذا العام علماً أنه في السنوات الماضية كان يسمح للطالب بالتسجيل حتى في موضوع التطويع ألغوا شهادة الأدبي وكأن الدولة توجه الطلاب للدراسة في الفرع العلمي منذ البداية لأن مجالاته أوسع ومسؤولة عنه، من ناحية أخرى لماذا المفاضلة مرتفعة جداً فقط في جامعة تشرين بالنسبة للجامعات الأخرى فابن اللاذقية لا يستطيع التسجيل في جامعة تشرين ومضطر للسفر لمحافظة ثانية للدراسة.
والتقينا عضو مجلس التنظيم في مقر التسجيل السيد رواد صادق فقال: المفاضلة هذا العام كانت جيدة بالنسبة للازدحام خلال اليومين الأولين من التسجيل للمفاضلة قليل لا يوجد إقبال كبير من الطلاب، كما وتسير عملية التسجيل بشكل جيد على الأرقام والشاشة بشكل منتظم وعندما يأتي الطالب ليفاضل على أي فرع يريده تستقبله لجنة من فعالية اختياري مستقبلي تساعده في التسجيل وتشرح له عن جميع الاختصاصات الجامعية ليتكون لدى الطالب رؤية مسبقة عن الفرع، وعندما يحدد خياره يقوم بالتسجيل على الحاسوب في مركز التسجيل خلال دقائق.
من ناحية أخرى تحدثت المشرفة التدريبية في برنامج شباب في الأمانة السورية للتنمية السيدة سناء قريطم قالت: الغاية من هذا البرنامج هو تزويد الخريجين أو طلاب الجامعة بالمهارات التي تؤهلهم لسوق العمل وبداية الدرب هو الاختيار الصح لميولهم ورغبتهم في الأقسام الجامعية ،وهناك مجموعة من المتطوعين من الخريجين موجودون في المكتبة المركزية لتوعية الطلاب الجدد الذين لم يختاروا ميولهم بعد أو اختاروها بناءً على رغبة الأهل ولا يعلمون ما مضمونها بذلك يقوم هؤلاء الشباب من برنامج شباب بتوعية الطلاب وشرح كل ما يتعلق بالفروع الجامعية ليتكون لدى الطلاب الجدد رؤية واحة لاختيارهم.

بتول حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار