رحلة الطوابير متى تضع رحالها؟

العدد: 9289

11-2-2019

يتساءل مواطنون هل تحولت حياتنا إلى فترات انتظار نقضيها بشكل شبه يومي، سيما وأن مواطننا لم يعتدِ سابقاً سوى على دور الخبز، وحدها لقمة الخبز كان يقف بالدور للحصول عليها، أما اليوم فكل شيء بات يتطلب اقتطاع وقت طويل والوقوف بالصف رتلاً حتى تناله، وربما المضحك المبكي أنه ليس فقط مضطراً للوقوف من أجل الحصول على أسطوانة غاز أو ربطة خبز أو بضعة ليترات من المازوت إن وجدت، وإنما عليه الانتظار كي يسدد فاتورة الهاتف والكهرباء والمياه وحتى إن أراد تسديد قسط المسكن أو البدل الشهري للطلاب الجامعيين، وهنا عليه الانتظار ربما لساعات مثله مثل الذي يريد أن يحصل على راتبه، ولا اعتبار هنا للعمر والحالة الصحية من متقاعدين وغيرهم، ونشير على سبيل المثال لا الحصر إلى صالة المصرف العقاري التي تكتظ بالعملاء من مودعين أو مستفيدين والدور يسير سير السلحفاة، وليس هناك فرق بين فئة وفئة رغم أن العميل يضغط على زر يحدد فئة بحرف هجائي ولكن الدور لا علاقة له بهذا الحرف، وإنما حسب ما شرح لنا مدير الصالة فإن الدور يرتبط بالتوقيت الذي تمّ فيه حجز البطاقة أو الرقم المقترن بحرف هجائي، وعند زيادة الطلب على فئة معينة وفي ذات التوقيت لا تكون هناك مراعاة لفئة ليس هناك عدد كبير منها، المتقاعدون على سبيل المثال رغم ضرورة مراعاتهم، ومع ذلك عليهم الانتظار حتى نهاية الدوام في كثير من الأحيان مع ملاحظة عدم منع التدخين ضمن الصالة، الأمر الذي يجعل الوقوف أكثر مرارة وألماً وضرراً.
المثال الثاني من صالة الهاتف حيث نجد عدداً لا بأس به من النوافذ التي يفترض أن يقف فيها محاسب يتقاضى قيمة الفواتير ولكن على أرض الواقع وتحديداً في مركز الكورنيش الجنوبي لا نجد سوى نافذة واحدة ومحاسباً واحداً وأمام رتل طويل بطول الصالة من الرجال ومثله من النساء، واللافت هنا أن كلا الرتلين سيصبون لدى نفس المحاسب، ومعلوم لدى الجميع أن معظم الواقفين يكون لدى الواحد منهم بضعة أرقام إما للشخص ذاته أو أنه تطوع للتسديد عنهم وهذا يعني مزيداً من هدر الوقت ومزيداً من الانتظار وأجمل ما في الموقف أن الرجال رؤوا أنه لا يحق للمحاسب أن يتعامل مع رتل النساء مثل رتل الرجال وإنما عليه أن يمرر رجلين أو ثلاثة ومن ثم دور لامرأة ولا أدري من أين أتى بهذه البدعة التي وافق عليها المحاسب والرجال ولا رأي للنساء أمام هكذا قرار تعسفي، ونعود إلى عدد النوافذ وعدد المحاسبين ونؤكد أننا لسنا ضد أن يتم توزيع العمل بين العاملين واختصار العدد ولكن ليس على حساب المواطن، يكفيه الوقوف أمام نوافذ وأبواب أخرى وإن كان العذر وجود قلة بعدد العاملين لماذا لا يتم الاستعانة بعاملين من أقسام أخرى في فترات الذروة والأهم النظر إلى المواطن أو المشترك أو العميل أو الزبون على أنه إنسان واجب الاحترام..

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار