اليرقان عند حديثي الولادة بين الشائعات الخاطئة والعلاج الطبي

الوحدة – ثناء عليان

أقيمت في مشفى الدريكيش الوطني محاضرة طبية تثقيفية بعنوان «اليرقان عند حديثي الولادة»، في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الوعي الصحي لدى الكوادر الطبية.
قدّمت المحاضرة الطبيبة المقيمة مرح يونس بإشراف الدكتورة عبير إبراهيم، الاختصاصية في طب الأطفال وحديثي الولادة، وشرحت خلالها أسباب اليرقان الذي ينتج عن تراكم مادة البيليروبين في الدم، وهي مادة صفراء تنتج من تحلل خلايا الدم الحمراء.
وبيّنت د. يونس أن اليرقان يظهر عادة بين اليوم الثالث والخامس بعد الولادة ويختفي تلقائياً في معظم الحالات، مشيرةً إلى أن له أنواعاً متعددة، أبرزها:
– اليرقان الفيزيولوجي: طبيعي وشائع بعد الولادة ولا يحتاج إلى علاج غالباً.
– اليرقان المرضي: ينتج عن أمراض أو اضطرابات ويتطلب تدخلاً طبياً.
– اليرقان النووي: ناتج عن تراكم مفرط للبيليروبين يؤثر على الدماغ، ويُعد حالة طارئة وخطيرة.
أما الأعراض فتتمثل في اصفرار الجلد وبياض العينين يبدأ من الوجه ويمتد إلى باقي الجسم، وقد يرافقه بول داكن وبراز فاتح في الحالات المتقدمة.
وخلال المحاضرة، تطرقت د. يونس إلى أشهر الشائعات والمعتقدات الخاطئة المرتبطة باليرقان عند الوليد، موضحةً الحقيقة العلمية لكل منها:
– الشائعة: اليرقان مرض خطير دائماً.
الحقيقة: معظم الحالات فيزيولوجية وتزول تلقائياً خلال أسبوع أو أسبوعين دون مضاعفات.
– الشائعة: يجب وقف الرضاعة الطبيعية أثناء اليرقان.
الحقيقة: الرضاعة الطبيعية تساعد على طرح البيليروبين عبر البراز، وينبغي الاستمرار بها إلا إذا أوصى الطبيب بغير ذلك.
– الشائعة: تعريض الطفل لأشعة الشمس يعالج اليرقان.
الحقيقة: هذا الإجراء غير آمن أو فعّال، وقد يسبب حروقاً أو جفافاً، والعلاج الطبي المعتمد هو العلاج الضوئي.
– الشائعة: اليرقان سببه الحليب الصناعي أو نوعية طعام الأم.
الحقيقة: لا علاقة مباشرة للحليب أو لطعام الأم باليرقان الفيزيولوجي، إذ يعود سببه إلى عدم نضج الكبد لدى الطفل.
– الشائعة: كل طفل لونه أصفر مصاب باليرقان الخطير.
الحقيقة: ليس كل اصفرار دليلاً على حالة خطيرة، والطبيب وحده يحدد درجة الخطورة بناءً على فحص مستوى البيليروبين.
– الشائعة: اليرقان مرض معدٍ.
الحقيقة: اليرقان الفيزيولوجي غير معدٍ إطلاقاً، فهو ناتج عن عملية طبيعية لتحلل خلايا الدم الحمراء.
وأكدت المحاضِرة في ختام الجلسة أن الوعي الصحي والتشخيص الطبي المبكر هما الأساس في التعامل الصحيح مع حالات اليرقان، بعيداً عن الخرافات والممارسات غير العلمية التي قد تضر بصحة الطفل الوليد.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار