الوحدة – حليم قاسم
يشهد قطاع تربية النحل في سوريا تراجعاً حاداً خلال السنوات الأخيرة نتيجة للظروف المناخية القاسية كالجفاف والصقيع وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى تراجع الغطاء النباتي، ما انعكس سلباً على الوضع الاقتصادي لعدد كبير من الأسر الريفية التي تعتمد على هذا القطاع كمصدر رئيسي للدخل، فضلاً عن تأثيره البيئي الكبير، نظراً للدور الحيوي الذي يؤديه النحل في تلقيح النباتات والحفاظ على التوازن البيئي.
وفي مواجهة هذه التحديات، وضعت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي خطة متكاملة لدعم المربين وتحسين سلالات النحل بغية زيادة الإنتاج ورفع جودته. وتشمل الخطة جملة من البرامج أبرزها:
1. تحسين وتطوير سلالة النحلة العسلية السورية البلدية المعروفة بقدرتها العالية على مقاومة الأمراض والتكيف مع الظروف المحلية.
2. تطوير البنى التحتية لمراكز تربية النحل في المحافظات.
3. تنظيم وتنمية المراعي النحلية لضمان توفر مصادر غذاء متنوعة للنحل على مدار العام.
4. تشجيع الاستثمار في صناعة العسل وتطوير أدوات إنتاجه وتسويقه.
5. تعزيز الخدمات الإرشادية والبحث العلمي لتزويد المربين بأحدث المعارف والخبرات.
كما تعمل الوزارة على دعم تسويق العسل السوري عبر تنظيم المعارض والمهرجانات، وتشجيع زراعة النباتات الرحيقية المناسبة للبيئة السورية، وتوفير شتولها للمربين بأسعار رمزية.
ويشارك في دعم هذا القطاع عدد من الجهات الوطنية والعربية، منها لجنة النحالين في نقابة المهندسين الزراعيين، واتحاد الغرف الزراعية، واتحاد الفلاحين، ونقابة الأطباء البيطريين، واتحاد النحالين العرب – أمانة سوريا، إلى جانب برنامج النحل في منظمة أكساد.
وفي هذا السياق، أوضحت رئيسة دائرة النحل والحرير في وزارة الزراعة إيمان رستم أن الوزارة تقدم دعماً فنياً للمربين بهدف الحد من آثار التغيرات المناخية والحفاظ على مناحلهم، ويتضمن ذلك تأمين المشارب وتظليل الخلايا صيفاً، وإجراء الكشف الدوري على الطوائف، والوقاية من الآفات، ومكافحة الأمراض، والحفاظ على المخزون الغذائي للنحل.
وأكدت رستم أن رعاية وتطوير تربية النحل مسؤولية وطنية واجتماعية، مشددة على أن غياب هذه الكائنات يهدد النظام البيئي والإنتاج الزراعي، الأمر الذي يجعل من استمرار الاهتمام بالنحل وتطوير هذا القطاع ضرورة ملحّة لضمان الأمن الغذائي والتوازن البيئي في البلاد.
تصفح المزيد..