رقــم العــدد 9417
3 أيلــــــول 2019
قال لي أحد المزارعين: المازوت أحد أسباب الحرائق في الأراضي الزراعية، قلت: كيف ذلك؟ عاد ليوضح، اضطررنا كمزارعين إلى عدم حراثة الأراضي الزراعية وبخاصة كروم الزيتون وغيرها نتيجة ارتفاع أجور الحراثة وهذا يعني أن النباتات العشبية التي كانت وافرة بسبب غزارة الأمطار هذا الموسم باتت متشابكة مع أغصان الزيتون ومعرّضة للاشتعال في أية لحظة، وأصحاب الجرارات الزراعية الذين يحرثون الأراضي بالأجرة رفعوا ثمن حراثة الدونم إلى 5 آلاف ليرة للمرة الواحدة بداعي ارتفاع سعر المازوت، وبجردة حساب تصبح الكلفة تفوق القيمة الاقتصادية للمنتج، القصة واضحة، الأعشاب باتت بنزيناً يمكن اشتعالها في أية لحظة ربما من عقب سيجارة، هززت برأسي وفهمت القصة؟ وليس بجديد علينا القول إن المازوت هو عصب حياتنا اليومية، فإذا ارتفع سعره انسحب الارتفاع على جميع المنتجات السلعية، والحياة اليومية تُصاب في الصميم فإمّا الشلل وإما تحميل المواطن ما لا طاقة له، انتهى حديثنا بتوجيه اللعنة على من كان السبب في الأزمة وارتفاع الأسعار والحرب على سورية وشعبها الذي يدفع ثمن ذلك بدم أبنائه وفي قوته اليومي، نتمنى أن نعود ونسمع عن قريب صوت من يمتطي حصاناً يجر (الطنبر): ماااازووووت ماااازووووت ليتناغم مع صوت فيروز الذي كان يُعلمنا ببائع الغاز المتجول.
منير حبيب