أزمة مياه خانقة يعاني منها أهالي جبل الأكراد بريف اللاذقية

الوحدة – سناء ديب

تعيش قرى جبل الأكراد في ريف اللاذقية معاناة مريرة مع أزمة المياه والتي تفاقمت مع عودة العديد من أهاليها إلى ديارهم، ليجدوا أنفسهم أمام واقع جديد يفتقر لأبسط مقومات الحياة، وسط غياب للحلول الجذرية وندرة في البدائل.
وفي ظل هذه الأزمة، يروي المزارع أحمد محو لوكالة سانا حجم المعاناة قائلاً: لا توجد ينابيع ولا آبار في المنطقة والشح في المياه كبير، والأراضي في الأساس غير قابلة للزراعة حالياً، حيث تنتشر الأشجار البرية والحراجية بشكل كبير ولا نستطيع العمل بالأرض نهائياً، ولا بديل عن مساعدة الدولة والجهات المعنية في هذا الأمر.
من جهتها، تُدلي السيدة سامية محو من قرية طعوما بشهادتها على هذه المعاناة: القرية بأكملها لا يوجد فيها ماء، نضطر لشراء صهاريج مياه بأسعار باهظة كل أسبوع، وأحياناً نبقى بلا ماء، والحياة صعبة جداً وتكاليفها غالية، ونتمنى أن يساعدنا أحد، ولو بتوفير صهريج ماء كل أسبوع لكل عائلتين أو ثلاث، أو أن يساعدونا بحفر بئر لنستطيع تحمل الأمر.
وفي سياق متصل، أوضح السيد عبد الخالق محمد صالح دياب مدير مؤسسة المياه في اللاذقية الوضع الفني لمصادر المياه في المنطقة، مؤكداً أن مصادر المياه في جبل الأكراد تعتمد على محورين رئيسيين هما: محور جورين الذي يتغذى عبر سلسلة من محطات الضخ تبلغ حوالي ست محطات، تنتهي إلى خزان عالي بسعة 5000 متر مكعب، ثم تتوزع المياه إلى القرى الأخرى، مشيراً إلى أن جزءاً من هذه القرى تمت تغذيته بالمياه، وأن العمل جارٍ حالياً على محور مشرفا وكبينة لإيصال نقاط مياه إلى القرى المتبقية.
والمحور الثاني هو نبع زيرين الذي يعاني من تهدّم كبير نتيجة الأوضاع السابقة، حيث لم تبقَ منه أي تجهيزات سليمة، وأضاف: “المبنى متهدم وقسم كبير من المحطة الأولى مهدم بالكامل. الخزان موجود لكن التجهيزات غير موجودة، أما المحطة الثانية، فقسم منها لا يحتوي على أي تجهيزات، لكن المبنى موجود ويحتاج إلى صيانة وإعادة تركيب للتجهيزات، والمبنى الثالث يحتاج الخزان فيه إلى صيانة، كما أن المبنى بحد ذاته بحاجة إلى صيانة وتركيب تجهيزات.”
هذا الواقع يضع أهالي جبل الأكراد أمام خيارات صعبة، بين انتظار إعادة تأهيل البنية التحتية للمياه، أو الاستمرار في تحمّل تكاليف باهظة لتأمين الماء، في ظل ظروف معيشية صعبة تزيد من معاناتهم اليومية.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار