ماذا بعد إشغالات الأرصفة؟ تنشطون هنا وتغمضون العين عن تقصير في زواياكم المظلمة

العدد: 9288

الأحد: 10-2-2019

يبدو أن مجلس مدينة اللاذقية يعتبرهم عمالة زائدة لا حاجة لهم ولا ضرورة لوجودهم وتواجدهم في أسواق المدينة وعلى أرصفتها، علماً أن زبائنهم وروادهم أكثر من رواد المحال التجارية، ربما لانخفاض الأسعار لديهم أكثر، ونظراً لضيق ذات اليد لدى شريحة كبيرة من المستهلكين.
إنهم باعة الرصيف من رجال ونساء وذوي احتياجات خاصة، ممن لا عمل لهم سوى ما يفترشونه على طرف الرصيف، أملاً بالحصول آخر النهاية على قوت يومهم، ومنذ سنوات ومجلس مدينة اللاذقية يعد بإيجاد حلول لمشكلة هؤلاء، ولكنه على أرض الواقع كل ما يقوم به مصادرة بضاعتهم وملاحقتهم يوماً بيوم، حتى في أيام العطلة.
صحيح أن إشغالات الأرصفة تحتاج إلى متابعة وتنظيم ومخالفات للبعض ممن يشغلونها بسلاسل وكراسي ومفروشات وأدوات منزلية ولكن هؤلاء لا تتم مخالفتهم أو مصادرة معروضاتهم لأسباب يعلمها الجميع، أما غيرهم ممن يعرضون بعض الفواكه أو الخضروات الوقتية فهم صيد سهل، في حين أو لعل الباعة الذين يعرضون بضاعتهم على سيارات ما إن يصل خبر وصول شعبة الإشغالات إلى السوق تراهم يقلعون بالسيارات ريثما تنتهي الحملة ليعودوا وكأن شيئاً لم يكن.
إشغالات الأرصفة لم ولن تنتهي، وهي ظاهرة قائمة في معظم أسواق العالم وزبائنها وروادها كثر، فلماذا يصرّ مجلس مدينة اللاذقية على ترك الأهم والضروري والتركيز على متابعة هذه الظاهرة التي تعد الأقل ضرراً وتبعات من غيرها من الأمور التي تستوجب المتابعة، ويأتي في مقدمتها موضوع النظافة ،حيث نجد في المكان أو السوق الشعبي الذي تتم فيه ملاحقة الباعة الجوالين وأصحاب البسطات القمامة تملأ الزوايا، وتفيض من الحاويات ولا يستنفر هذا المنظر شعبة النظافة على سبيل المثال، معظم الأرصفة تملؤها الحفر وتحتاج إلى صيانة وترميم أما الشوارع فحدث ولا حرج بعض الحفر تستوعب دولاب السيارة بالكامل، وتؤدي إلى ضرر فني في العربات، ومع ذلك لا يستنفر المعنيون بالصيانة لإصلاح هذه الحالة الفنية المسيئة، مثال ثالث يستوجب الإشارة والتنويه منذ عامين أو أقل، أصرّ مجلس مدينة اللاذقية على منع ذبح الفروج في المحال المخصصة لبيع الفروج وتحديداً في سوقي الغافقي وأفاميا، واشترط أن يتم الذبح في المسلخ الفني وأن يتم إحضار الفروج مذبوحاً إلى المحلات ليتم عرضها وبيعها، والسبب وراء هذا القرار الذي امتعض منه عدد كبير من المستهلكين هو الحفاظ على نظافة السوق متذرعين أن المخلفات والروائح الناتجة عن عمليات الذبح هي السبب، وفي حال تمّ الذبح في المسلخ فإن الأسواق ومحال البيع ستبقى نظيفة، واليوم بعد الالتزام بهذا القرار نقف لنسأل المعنيين في مجلس المدينة ومن كان وراء هذا القرار عن رأيهم بواقع الحال أمام محال بيع الفروج دون استثناء، ألا يلاحظون هذه الظاهرة التي تشمل الجميع ،حيث يعمدون إلى رش المياه وبكثافة على ما يفترض أنه براد عرض لتسيل هذه المياه أمام المحال وعلى طول الطريق لدرجة لا يخلو رصيف من هذه المياه ذات الرائحة التي كانت السبب وراء ذلك القرار، وبالعودة إلى سبب امتعاض المستهلك من القرار فهو غياب الثقة حيث كان يفضل الكثيرون شراء الفروج حيث الطلب من البائع الذبح والتقطيع وهكذا يكون مرتاح البال أكثر لما يأكل على الأقل لجهة أنه طازج وليس مجمداً أو مستورداً أو مهرباً وما إلى ذلك.
نعود ونؤكد أننا لسنا مع التراخي مع إشغالات الأرصفة، ولكن في الوقت ذاته لسنا مع التشدد وحبذا لو يتم التعامل مع جميع الإشغالات بنفس الطريقة وليس كل حسب اسمه ووضعه و و و….؟
ونأمل أن يدبّ الحماس في جميع شعب بلدية اللاذقية وتهب إلى العمل تماماً مثل عناصر شعبة قمع إشغالات الأرصفة وأن نلمس النتائج على أرض الواقع من حيث النظافة والشوارع والأرصفة والخدمات عامة لا سيما في الحدائق وعلى الكورنيش الجنوبي ومناطق المخالفات وغيرها من الملفات التي تنتظر دخولها دائرة الاهتمام.

هلال لالا

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار