بقلم رئيس التحرير: محمود الرسلان
للمرة الأولى بعد سقوط النظام وهروب بشار وحاشيته من البلاد، تنطلق اليوم وبمتابعة وفود دبلوماسية عربية لحسن سير العملية الانتخابية، أول انتخابات لمجلس الشعب بعد عشرات السنين من هيمنةٍ للأسرة الحاكمة على مجلسٍ كانت مهمته التصفيق، يمرر النظام البائد عن طريقه قوانيناً يعدها على هواه.
يترقب الشارع السوري بأمل وتفاؤل مجلساً يعبر عن سلطة تشريعية حقيقية تعمل على صياغة قوانين وطنية تلبي احتياجات الشعب السوري وتعبر عنه عبر عملية انتخابية انطلقت صباح اليوم بعد ثلاثة أشهر من تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، بقرار من السيد الرئيس أحمد الشرع، حيث وضعت اللجنة مجموعة من الإجراءات القانونية والتنظيمية، وشكّلت لجاناً فرعية أشرفت على تحديد آلية الترشح والانتخاب، بما يضمن مشاركة فعالة وتمثيلاً حقيقياً لمختلف شرائح المجتمع السوري.
وتعتمد آلية الانتخاب على اختيار مرشحي مجلس الشعب من قبل أعضاء الهيئات الناخبة، ويحق لكل عضو في الهيئة الترشح والتصويت لاختيار ممثليه في المجلس ليتم اختيار العدد المحدد من قبل اللجنة الفرعية وفقاً للقوائم المعتمدة.
ستعالج الشكاوى التي تتعلق بعمليات الانتخابات والفرز عن طريق لجنة الطعون ابتداء من صباح الغد لتقديم اعتراضاتهم، أما عن سبب اعتماد الانتخابات غير المباشرة، يعود سببه للتحديات اللوجستية، من نزوح ودمار، يصعب بسببها تنظيم انتخابات مباشرة.
اليوم بدأت الانتخابات، بعد يوم من الصمت الانتخابي لاختيار الهيئات الناخبة لـ 140 ممثلاً من أصل 210 عن مختلف المناطق السورية وها نحن نعيش لحظة التحول التي كانت حلماً، ولم تعد الموافقة الصامتة أداة للتشريع في سوريا ويعود المجلس صوت الشعب وإرادته وتطلعاته، الصوت لم يعد رقماً، بل أصبح قوة بناءة وممارسة واعية، وكلنا أمل أن يكون هذا الاستحقاق بداية حقيقية لسوريا جديدة، بوطن فيه أعضاء المجلس ينهضون بمسؤولياتهم في صياغة مستقبل البلاد.
بيننا وبين إعلان النتائج ساعات حيث ستعلن النتائج في مؤتمر صحفي والأهم أن سوريا بدأت اليوم فعلاً كتابة فصل جديد من تاريخها السياسي، حيث لا مكان للوصاية، ولا مجال للتهميش، بل صوت حرّ يعلو باسم الوطن.