العـــــدد 9416
الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019
لم يكن مستغرباً ولا جديداً وبعد تسعة عشر عاماً من الالتزام والانتظام أن تصل دورة الولاء والوفاء لكرة القدم التي ينظمها نادي تشرين سنوياً إلى درجة جيدة من النجاح في كافة النواحي الإدارية والفنية والتنظيمية، ومما أضفى تميزاً على دورة هذا العام ذاك الحضور الجماهيري اللافت الذي منح المباريات مزيداً من الشعور بالجدية والحالة التنافسية وزاد من جمالية بعضها إلى حد معقول، مما قدم لنا كمتابعين ومراقبين مشهداً بهياً بغض النظر عن الحالة الفنية التي وصلت إليها الفرق المشاركة قبل الدخول في خضم منافسات الدوري الممتاز والذي تشير كافة التكهنات إلى أنه سيكون مثيراً منذ البدايات، ولا شك أن المدربين الثمانية قد استفادوا من خلال تقييمهم لقدرات لاعبيهم وإمكاناتهم الفنية وجاهزيتهم البدنية والثغرات الموجودة في كافة خطوط فرقهم، كما شاهدنا خمسة عشر لاعباً أتوا من الخارج بعد احترافهم في الأردن والعراق ودول الخليج وألمانيا والبرتغال، وهناك آخرون انضموا إلى فرق أخرى لم تشارك بالدورة، ومع أن معظم من شاهدناهم لم يقنعنا بأنه ذاك اللاعب القادر على صنع الفارق إلا أن الحكم النهائي عليهم يظل مبكراً الآن فهم بحاجة لفترة انسجام وتآلف مع أجواء فرقهم ومن المنتظر أن يساهم هذا الوجود الاحترافي الكبير بارتفاع مستوى الدوري عموماً وارتفاع درجة المنافسة وهذا سينعكس إيجاباً بالطبع على مستوى منتخبنا الوطني، مع الإشارة إلى أن منتخب الشباب وهو على أعتاب التصفيات الآسيوية رغم أن بعض لاعبيه يشاركون مع فرق الرجال، وكي لا نبخس أحداً حقه فإن زملاءنا الإعلاميين استحقوا كل الشكر والتحية على جهودهم التي بذلوها في تغطية مباريات الدورة وخاصة في التلفزيون، فالنقل المباشر والاستديو التحليلي زاد من شغف الاهتمام والمتابعة سواء داخل القطر أم خارجه، ولأن (الحلو مايكملش) كما يقولون فقد حضرت المشاهد القاتمة وأرخت بظلالها السوداء على أحداث الدورة وخاصة المصاب الأليم بوفاة أحد الشبان من الجمهور في مباراة تشرين وحطين بثقب في الرئة نتيجة الألعاب النارية، وكذلك ما حدث عقب انتهاء تلك المباراة من أعمال شغب مقيتة، وهنا نسأل بمرارة: ماذا استفاد مفتعلو الشغب ومطلقو الشماريخ؟ ومن سمح بإدخال تلك الأشياء الخطرة؟ وألم يحن الوقت بعد سنوات الحرب والفواجع لكي نغير عاداتنا وتشجيعنا قبل أن تتحول الرياضة من متنفس بسيط للجماهير إلى مآتم، ومنصات للشتائم، ومتى سنصل إلى الدرجة المطلوبة من الثقافة الرياضية وتقبل الفوز والخسارة وقرارات التحكيم ولو بالحد المقبول؟ وإذا كان الكل متفقاً على أن الدوري القادم سيكون ساخناً فهل اتخذت فروع الاتحاد الرياضي العام إجراءاتها المطلوبة لضبط الأمور في الملاعب وخاصة في المباريات الحساسة؟ وأليس من المفترض أن نجد عدداً أكبر من عناصر حفظ النظام المدربين على التعامل مع حالات شغب الملاعب بشكل لا يفاقم الأمور؟ وبالتأكيد فإن دور إدارات الأندية لا يقل أهمية أيضاً من خلال الاختيار السليم لروابط المشجعين وتعميق الثقافة الرياضية بين جمهورها ، وتكريس مبدأ الانتماء إلى الوطن قبل النادي، والابتعاد عن التعصب الأعمى وتقبل الخسارة بكل روح رياضية.
المهندس ســامــر زيــن