مدرســــة وعــــام جـــديد.. كـــلٌّ يتأهــّب على طرقته

العـــــدد 9416

الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019

 

(رن الجرس.. حان الدرس.. اسمعوا.. اسمعوا.. جرس يرن في أذني يطن.. دين دان دون ..) آباء وأبناء ومدرسون ومديرون وذوو الشأن في التدريس والتعليم وما يخصص لهم في المدارس جميعهم في استنفار وعلى تأهب منذ أسبوع، لكنها فرصة وقد فاجأهم ما جاء عليه أول يوم في المدرسة (الأحد) هو يوم عطلة يضاف لإجازتهم الصيفية فكانوا قد استبشروا خيراً بعام دراسي جديد، فهم قد تأففوا من مباغتته باكراً والجو حار يستصعبون وطأته على أطفالهم الصغار.

ها قد حانت الساعة ودقّ جرس المنبه، إنه اليوم الأول في المدرسة، ولكن الجميع في سرائرهم يغطون بنوم عميق، تناديهم الأم من المطبخ وتصيح بهم: ستتأخرون، وهي منكبة على تحضير الفطور، ولما العجلة اليوم هو الأول في المدرسة وبالطبع ليس فيه درس ولا غيره ومن الأولى أن نغيب، فأكثر الرفاق اتفقوا على الغياب، كما أن الوقت باكراً ولن يأتي الأستاذ، لكنها تستعجلهم فقد تأخرت عن الوظيفة والدوام..
أولاد يتخبطون بخطواتهم وسط تجمع شلل من الأولاد بحلة جديدة فيها اللباس الجديد والتزيين وحتى أن الفتيات بالإعدادية والثانويات اعتدن وضع بعض أنواع الماكياج فلا تكاد تميز بين الطالبة والمعلمة وحتى الشبان تأنقوا والشعر قد طال فرفعوه شبراً للأمام بقصة (موضوية) فلا تعرف الطالب من الأستاذ، والفرحة عارمة على وجوههم بل على وجوه أهاليهم الذين انتابتهم أوجه السعادة حين أوصلوا أولادهم الصغار إلى المدرسة بعد طول عذاب وهم الموظفين الذين احتاروا بأمر أولادهم أين يضعونهم في أوقات الصيف والفراغ، نواد ومراكز تعليمية وأخرى ترفيهية واجتماعية وغيرها الكثير الذي تطلب المال وأثقل عليهم بالنفقات والمصاريف.
ضجة وأصوات الطلاب في الباحة يرفعون بأيديهم أكياس الشيبس وكاسات الثلاج والأندومي وحتى قناني الكولا لرد عطش شمس لم تغب عن باحة سمائها كما فعل أغلبهم، ومدرسوهم أيضاً متغيبون ومنهم جاء عند المدير يؤدون تحيتهم ويهنئون ويتساءلون عن شعبهم وتفريغ أيام الدوام فقد بدأ العام..
لونا صف سادس بفستانها كفراشة تطير بين رفيقاتها لتحط تارة هنا وتارة هناك تقول بأنها سعيدة جداً اليوم، وقد حضرت لأجله الثياب، كما ذهبت منذ يومين فقط مع والدتها وأخويها إلى السوق لتشتري الثياب المدرسية وبعض اللوازم من الدفاتر والألوان، فاليوم الأول لها عيد وكل شيء فيه جديد الصف والمقعد والكتاب وحتى يمكن أن يكون في بعض الأصدقاء.
أم حيدر أكدت بأن أي طالب يكلف والده بأدنى حدّ 25ألف ليرة يحدث فجوة موغلة بالعجز في راتب أي موظف بأعلى مستوياته العلمية والأكاديمية، هذا إن كان لديه بعض الهندام والمحفظة وبعض الحاجيات من السنة الماضية، فكيف بولدين وثلاثة، و(عدّي ما تعدّي) دفاتر وأقلام وكتب ورسم وألوان وغيرها من اللباس المدرسي والرياضي وحتى زي المسرح والغناء ليأتي التعاون والنشاط وبعض المدفوعات والصرفيات على أساس أنها من (طرف الجيبة) و لها ألف حساب، وجع كل عام .
كثير من الجمعيات الخيرية توزع القرطاسية والحقائب المدرسية على أولاد المهجرين والشهداء والجرحى وغيرهم من الفقراء والمساكين..
المرشدة النفسية رغداء خير بك في مدرسة القنجرة أشارت إلى أن الاستعداد لعام دراسي ينقسم لشقين: شقّ يتعلق بالأهل وشق يتعلق بالتربية والمدرسة، وحتى هذا الأمر أيضاً عند الأهل وعند المدرسة ينقسم لشقين، أولاً استعداد الأطفال في مرحلة رياض الأطفال، واستعداداً للمدرسة والطلاب العاديين الموجودين أصلاً في المدارس.

العودة إلى المدارس تتطلب استعدادات من مديرية التربية والمدارس، ونقول أن هناك استعدادات على مستوى المناهج والكتب المدرسية ثم على مستوى الأثاث المدرسي، وتأمين المعلمين والمدرسين المؤهلين جيداً لتغطية كافة احتياجات المدارس مما ذكرناه سابقاً.

يتم في 25/8 افتتاح المدارس لعام 2019/2020 كبداية لعام دراسي بالنسبة للإداريين في المدارس في هذا الأسبوع ويتم الاستعداد والتحضير الكامل من قبل إدارة المدرسة في تجهيز الصفوف والبرامج وغيرها وتسجيل الطلبة الجدد الناجحين في الصف السادس إلى السابع ومن الصف التاسع إلى العاشر الثانوي.
كما يقوم المرشدون الاجتماعيون والنفسيون بوضع خطة عمل للعام الدراسي وتجهيز السجلات الإرشادية، هذا ما يخص المدرسة في الأسبوع الإداري، وقد حال دون التنفيذ تزامن عطلة رأس السنة الهجرية 1/9/2019 مما جعل بداية العام الدراسي في المدارس جميعها.
أما ما يتعلق بالأهل من حيث تأهيل وتجهيز الأبناء وخصوصاً من هم في سن رياض الأطفال والذي يتوجهون اليوم للمدارس الابتدائية تقوم الأمهات بترغيب الأبناء للتوجه إلى المدرسة عن طريق تجهيز اللباس المدرسي والحقيبة وحافظة المياه أيضاً بدء تخفيف الخروج من المنزل للتنزه والزيارات وقضاء وقت أطول في المنزل قبل فترة من بدء العام الدراسي وذلك لتهيئة الأبناء وانتقالهم من حال الاسترخاء واللهو والمرح في فترة العطلة الصيفية ليتكيفوا مع العام الدراسي الجديد وبالتالي تغيير مواعيد النوم لتعويدهم على النوم المبكر والاستيقاظ باكراً للذهاب إلى المدرسة بنشاط .
أيضاً للأهل دور مع الأبناء الأكبر سناً واعتادوا الذهاب للمدرسة وأصبحوا في صفوف متقدمة من حيث تأمين اللباس المدرسي وتخفيف أوقات الخروج في نزهات وأيضاً تخفيف استعمال التواصل الاجتماعي وعقد جلسات حوار بين الأهل والأبناء يتم فيها الحديث عن استعدادهم للعام الدراسي وان لديهم ثقة بأن أبناؤهم سيكونون على قدر عال وأفضل في التحصيل والنجاح إضافة إلى تصفح الأهل للكتب المقررة وطرح بعض الأسئلة عنها وهو ما يدفع بالأبناء للاهتمام والحس بالمسؤولية وبالتالي الاندفاع نحو المدرسة برغبة ونشاط وحيوية.
بالنسبة للمدرسة تستطيع الأم خلال اليوم الواحد أن تقوم بزيارة المدرسة ثلاث مرات لأجل أطفالها الجدد ولا تتجاوز 10دقائق لمتابعتهم مع معلمة الصف دون علم الابن، أما بالنسبة للمرحلة الأعلى (إعدادي وثانوي) يكون هناك الواجب الأكبر على المدرسين حيث يتم الترحيب بهم من قبل أولي الإرشاد النفسي والاجتماعي الموجودين في المدرسة بالتعاون مع الموجهين والكادر الإداري بشكل عام، الدخول إلى الصف وفتح حوار بينهم حول بداية العام الدراسي وأنه مرحب بهم ولهم كل المعلومات وأنهم على استعداد للشرح وأسئلة الطلاب.
ومن الإرشادات التي نوعظ بها: النوم باكراً والاستيقاظ مبكراً، ترتيب الملابس ووضعها في المكان المخصص قبل لنوم، عدم التأخير أو الغياب واحترام القوانين والأنظمة التي تنظم علاقة الطالب بالمدرسة الانضباط ومتابعة الدروس، وضع أهداف من قبل الطلاب والسعي لأجلها وتحقيقها.
الأستاذ سامر معروف مدير مدرسة الحلقة الأولى في مشقيتا:
الاستعداد لاستقبال الطلاب يتضمن العمل في شقين: الخدمي والتربوي، ففي الأسبوع الإداري الذي سبق افتتاح المدرسة وكان فيه معلمون ومدرسون وإداريون قمنا بعملية صيانة للمقاعد وتنظيف شامل وكامل حيث غسلنا المدرسة ونظفناها بكل أطرافها، وعقمنا الخزانات ونظفنا الباحة والحمامات وغطينا النقص في الصنابير.

أما بالنسبة للأمور التربوية كل الأساتذة تقريباً جاؤوا للاجتماع وقد بلغ عددهم 70 والكادر المدرسي لا يتجاوز 72 مدرساً، وقتها وزعنا الطلاب على الصفوف وتم استقبال 78 طالباً في الصف الأول وهم أقل عدداً من العام الماضي، وتوزيعهم على دوامين صباحي ومسائي في ثلاث شعب مع مراعاة توزيعهم بما يتوافق مع دوام الإخوة وأولاد الجيران والأقارب، في المدرسة 91 شعبة وتضم حوالي 520 طالباً حلقة أولى، كما تم فرز الكتب وتأمين كل طالب بنسخة من المنهاج، لتوزع عليهم في اليوم الأول من المدرسة، ويفضل هنا أن يرافقهم الأهل أو الأخ الأكبر لمساعدتهم، وتم توزيع المعلمين على الشعب والصفوف وتذيع برنامج الدوام لمباشرة عملهم، هذا بشكل عام، ولا جديد في تعليمات التربية ونشتغل بما يتوفر لنا من إمكانيات، كل ما تحدثنا عنه يكون في اليوم الأول لكن اليوم الثاني نقوم بالترحيب بالطلاب ونسمعهم بعضهم الإرشادات والتوجيهات التي تخص النظافة العامة والحمامات ورمي الفوارغ وأكياس الشيبس في سلة المهملات بالإضافة لبعض الكلمات الطيبة لاستقبال عام دراسي جديد.
مع بداية العام الدراسي الجديد يعود الطلاب إلى مقاعدهم حاملين في حقائبهم الآمال بمستقبل أفضل، وكذلك المعلمون أيضاً حاملين معهم رسالتهم المقدسة ببناء جيل واع متزن يتحلى بالقيم والإنسانية بالعلم والمعرفة، بعد قضاء عطلة صيفية في الاسترخاء بالمنزل لذلك لابد من وجود بعض المشاعر يعيشها المعلمون والطلاب في اليوم الأول من المدرسة.
السيدة رزان اليوسف، أم لثلاثة أطفال: في اليوم الأول تختلط المشاعر عند الأهل والأطفال بين الرغبة في خوض التجربة الجديدة واكتشاف العالم الجديد والحنين إلى البقاء في المنزل برعاية الوالدين وخصوصاً في الأعمار الصغيرة بسبب شعورهم بعدم الأمان والابتعاد عن الأهل ظناً أنهم يرسلونهم من أجل راحتهم، لذلك علينا أن نزرع في نفوسهم حب المدرسة وزملاء الدراسة، كما ينبغي إظهار جوانبها التي تجلب السعادة للأطفال كالألعاب والرياضة والرسم واللوحات الملوّنة، والأهم أن نعيش معهم الحالة النفسية والتمتع بشراء اللباس والقرطاسية والأشياء الجميلة التي تناسب أعمارهم، وإخبارهم بأن المدرسة هي المنزل الثاني والمعلمة هي بمثابة الأم التي ترعاهم وتخاف عليهم.
السيدة ربا أسعد: اختلفت الأمور عن الماضي في السابق كان اليوم الأول توزيع الكتب المدرسية أما الآن فهناك ترتيبات قبل افتتاح المدرسة وفرت الوقت والجهد، فيكون يوم تعارف ولا بد من وقفة سريعة للتذكير ببعض المعلومات الهامة التي تترافق في السنوات والقواعد الأساسية وإعطاء بعض النصائح الهامة من قبل المعلمين والاستماع إلى تساؤلات الطلاب واستفساراتهم عن طبيعة الأجواء الدراسية والتغيرات التي طرأت على المناهج وكيفية التعامل معها ويجب عدم نسيان أهمية العامل النفسي للطالب والأهالي ومن الصعب تنظيم الأمور وضبطها خلال وقت قصير وخصوصاً بعد الراحة والسهر والمعاملة الخاصة ويجب البدء من الأم لأنها الأهم وعليها تكتيك وجدولة حياتها كالاستيقاظ باكراً وتحضير الطفل لأنه المرآة التي تعكس الأم في المنزل والمدرسة وعدم نسيان الابتسامة عند وداعه وعدم إسماعه الكلمات السلبية في الصباح والاستفادة من تجارب الآخرين أو بعض المواقف في السنوات السابقة لأن المدرسة سلسلة متواصلة وفترة الانقطاع قصيرة.
راما، مدرسة: أجمل منظر هو رؤية الشوارع مليئة بالطلاب وأمام أبواب المدارس برغبة ونشاط في اليوم الأول والانطباع الأول الذي أراه في عيون الأطفال أو الطلاب والتمييز في شخصيتهم هام جداَ ففي كل عام أصادف أشكالاً متعددة منهم المدللين في المنزل ويريدون أن يجدوا نفس المعاملة، ومنهم الأقوياء يريدون السيطرة وفرض الشخصية بأسلوب مهذب، في الصف الواحد وأعمار واحدة نرى عدة شخصيات وعلينا التعامل معهم كلٍ حسب رغبته وميوله وإفهامه أننا في مدرسة والهدف منها التربية والتعليم وهي الطريق الوحيد للوصول إلى قمة الطموح وتحقيق الأحلام.
العملية التربوية مهمة صعبة جداً أجواء وتغيير في بعض المناهج والمدرسين ووجوه متجددة ويجب التعامل بحذر والسعي إلى جذب هؤلاء الطلاب وجعلهم يتمسكون بالمدرسة ولكل دوره ابتداءً من الأهل مروراً بالطالب وصولاً إلى المدرسة ومديرية التربية من أجل الحصول على نتائج مميزة ترضي الجميع.
الطالب منظومة إنسانية يجب التعامل معه بدقة والابتعاد عن العشوائية من أجل دخولهم إلى مدارسه بكل طاقة وحيوية.

هدى سلوم – معينة جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار