المخــــدرات إحــــدى وســــائل الحــــروب لتدمـــير المجتمعــات

العـــــدد 9416

الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019

 

ضمن إطار نشر التوعية في سبيل مكافحة ظاهرة المخدرات وأخطار وسبل الوقاية منها والتصدي لانتشارها أقامت قيادة شرطة محافظة طرطوس ندوة في المركز الثقافي بطرطوس بالتعاون مع جمعية تنظيم الأسرة وبعض الفعاليات الاجتماعية من صحة وتربية، حيث أوضح العميد فيصل داؤود رئيس فرع التوجيه المعنوي في قيادة شرطة طرطوس أن الوقاية من المخدرات هي أحد أفضل الطرق الذي يمكن علاج هذه الظاهرة وكما يقال الوقاية خير من العلاج.
ويتابع داؤود: إن مشكلة المخدرات أصبحت في الآونة الأخيرة مشكلة متفاقمة والقضاء عليها أمر في غاية الصعوبة إلا أنه غير محال، من خلال تكاتف الجهود لجث هذه الظاهرة الإجرامية وكل ما ينقصنا هو الوقت والارادة، هذه الظاهرة يجنى منها الكثير من الثروات بعد تجارة الجنس وتجارة الأعضاء البشرية كما يشير داؤود إلى أن للمخدرات أضرار عديدة ومتنوعة لابد من البحث عن طرق الوقاية منها فهي تسبب بفقدان أعز الناس لنا كما تقضي على أحلام وآمال الشباب وبذلك تقضي على دعائم المجتمع، ولهذا يتوجب على المجتمع أن يضع خطة شاملة لتمكن من مواجهة التعاطي ومن بعض الطرق التوعية الدينية خاصة أن المجتمع العربي متمسك بتعاليم الدين وبالتالي يكون لرجال الدين دور في التثقيف والترغيب والتحفيز على التقرب من الخالق لا من خلال التخويف والتهديد، والطريق الثاني هو المدارس والجامعات حيث تعتبر المؤسسات التعليمية في المدارس والجامعات من أفضل الطرق للوقاية من انتشار المخدرات لما تتمتع به من باع طويل في هذه الأمور ولا يمكن نكران دور المؤسسات التربوية جميعاً وأن تعمل جنباً إلى جنب لوصول جيل الشباب لبر الأمان، خاصة أن الطالب يقضي معظم وقته بالمدرسة أو بالجامعة أي وسط أصحابه ويشير داؤود أن المتعاطي تظهر عليه آثار التعاطي في فترة الجامعة لذلك يتوجب غرس القيم والأخلاق منذ الطفولة وأن الطالب يتأثر بمدرسه وينظر إليه نظرة القدوة والطريق الثالث لحل هذه الظاهرة يقول داؤود :
القوانين الرادعة والتشريعات القانونية التي تساعد على تحقيق محاكمة عادلة لكل من يتاجر بالمخدرات وبالتالي تقوم الدول على وضع تشريعات تجرم هذه الأفعال وتطبق بصرامة على المهربين والتجار الذين لهم الدور الأساسي لهدم المجتمع والشباب والطريق الرابع هو التوعية الإعلامية بكل وسائلها وهي إحدى الطرق الفعالة في المجتمع من خلال حملات توعية التي تبين التأثير الضار للمخدرات وطرق الوقاية منها على اختلاف المراحل العمرية ويستعان بهذه الحملات بالممثلين والنجوم الرياضيين وغيرهم ولا ننسى دور الدولة بالرقابة على الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، لتكون البيئة الاجتماعية هو الدور الخامس ويقصد هنا الأهل والجيران والأصدقاء فالأسرة هي الخلية الأساسية في المحافظة على أولادهم ليكونوا في مراقبة مستمرة لأبنائهم ومعرفة أصحابهم ويفضل أن يكون هنالك نوع من الصداقة بين الآباء والأبناء وللأسرة دور كبير في القضاء على أوقات الفراغ للأطفال والشبان من خلال إخراج طاقاتهم عبر هوايتهم المفضلة، وأشار العميد فيصل داؤود إلى كيفية محاربة المخدرات من خلال العمل على إشغال الشباب بأمور إيجابية بالإضافة لملاحقة مهربي وتجار المخدرات والتشهير بهم والاهتمام بالعلم وتوعية الشباب بأهم المخاطر التي تنشأ من التعاطي.

وكانت المحاضرة الثانية للسيدة رزان خضر مديرة تنظيم الأسرة السورية في طرطوس حيث أوضحت من جانبها علامات المتعاطي من إهمال لمنظره الخارجي بالإضافة لشحوب الوجه وانخفاض بالوزن وحكه بالجسم خاصة منطقة الأنف وبعض الحروق وغيرها كما يكون لمتعاطي المخدرات أعراض سلوكية منها الانطواء والعزلة وتلعب الحالة الاقتصادية دوراً هاماً إن كانت الأسرة غنية فيكون للمتعاطي غالباً نوع من التجربة والمغامرة وإن كانت الأسرة فقيرة فالتعاطي يكون نوعاً من الهروب من الواقع ولتحقيق السعادة المؤقتة بالإضافة لغياب دور المؤسسات الصحية لها دور بانتشار المخدرات بشكل جزئي من خلال الحصول على المادة المخدرة من الصيدليات دون وصفة طبيب وقد يكون المريض تعود على مادة ما من المخدرات كما أن عدم الاستقرار السياسي أو الاقتصادي في البلد والخلافات الأسرية لها دور كبير بالعاطي وعلى الأهل مراقبة سلوك الأولاد في غيابهم الطويل عن المنزل مراقبة الألعاب التي يتوجه أطفالنا للعب بها خاصة الالكترونية وأيضاً للمدرسة دور في مراقبة حالات الغياب والهروب من المدرسة ومراقبة سلوك الطلاب وتفعيل دور الأخصائي الاجتماعي للمعلمين بقيام جلسات توعية والرحلات والأنشطة التحفيزية لتفجير الطاقات عند الطفل كي لا تتوجه بطريقة خاطئة.
وفي نهاية الندوة قدم العقيد مصطفى النسر إحصائيات فرع مكافحة المخدرات بطرطوس منذ بداية عامنا الحالي ٢٠١٩ ولغاية تاريخه حيث بلغ عدد الضبوط المنظمة (٢٤٠) ضبطاً تم بموجبها توقيف ٢٧٨ شخصاً بجرائم المخدرات تشمل التعاطي والحيازة والترويج والنقل والتهريب، الكميات المواد المصادرة منذ بداية العام ٣١٧ غراماً من مادة الحشيش وحبوب كبتاغون ٤٠٠ حبة، بالإضافة الى 12 غراماً على شكل بودرة كما تمت مصادرة ٢٤٧٠حبوب دوائية مخدرة وفي شهر آب تمة مصادرة ١٨١٢ كيلو غرام من مادة الحشيش تم تهريبها من لبنان قادمة الى المرفأ بقصد تهريبها إلى خارج القطر وتمت مصادرة سيارتين لبنانيتين والتحقيقات جارية في هذا الموضوع.

ربى مقصود 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار