دمشق الحضارة والملجأ الآمن

العـــــدد 9416

الإثنـــــين 2 أيلـــــول 2019

 

دمشق الحضارة والمنارة والنجم الساطع وقمر نيسان والشمس الأصيل التي لا تعرف المغيب والحضن الدافئ والملجأ الآمن للفقراء والمساكين والأيتام والمشردين، وأم الدنيا في الكرم والجود والعطاء والأبواب وبوابة العبور لكل الحدود وقبلة للمؤمنين، وملتقى لعشاق السلام والحرية وهرم الشموخ والإباء وميزان العدالة في محكمة العدل، وسيف الحق للدفاع عن المظلومين والمضطهدين في العالم وتحت جناحيها تضم أبناء العرب والعروبة، وبيديها البيضاء تطعمهم أشهى الطعام حتى الأدباء والشعراء وصفوها بأنها قبة الأرض وفردوس السماء وبحر يموج بالأفراح والتمنيات والأهداف والرغبات وشعلة من نور العلم والمعرفة مستقبل الأجيال والانفتاح على الآفاق وصفوك نجمة فجر الصباح، وبشرى سعيدة بولادة يوم جديد في عمر الإنسان، وبماء الحياة من يشرب منها لا يعطش مدى الحياة وأوكسجين الهواء وربيع الأزهار معمد بطهارة الرسل والأنبياء وبآيات الإنجيل والقرآن من زارك ورآك وقع في هواك وحنى هامته وتودد إليك لينال رضاك.
وصفوك الأم الرؤوم صاحبة الصدر المفتوح والذراع الممدودة لاستقبال كل المعجبين بك ويحملون في قلوبهم المحبة والإخلاص لك، والمؤرخون وصفوك أبجدية حضارات كل العصور وشعلة النور والنبع المتدفق في نسج الجذور وأنسام الصباح المخضوضبة بأريج الزهور والأمل المولود والتفاؤل المنظور في عيون حمامة بيضاء ولوحة زاهية الألوان مرسومة بريشة فنان وقلعة الصمود والتصدي بوجه الغزاة، وجبل قاسيون فيك الحصن وبردى الشريان وأنت فوق المنصة التاج وفي يديك الصولجان.
سلاماً لمن علمتني حروف الهجاء ولغة الضاد ودروس الحياة فكنت لها عبداً وحارساً أحميها من غدر الأيام وعلمتني كيف أقود سفينة حياتي عبر الأمواج بأشرعة حبها الأصل إلى بر الأمان.
وعلمتني كيف أحصد من أراضيها سنابل الفرح ومن روابيها أزهار النرجس والفل والياسمين وكيف أخطف من عيون حبيبتي سورية سحر الهوى والعشق والغرام وهي لي طوق نجاة وديونها في عنقي وريد حياة متى شاءت يكون موعد الوفاء.

عيسى موسى موسى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار