الوحدة- ديما محمد
يعد الزيتون من أهم المحاصيل الزراعية في الساحل السوري، ليس فقط لكونه مصدراً غذائياً وزيتياً عالي القيمة، بل لما يمثله من إرث اقتصادي واجتماعي لأبناء الريف، إلا أن هذا المحصول الاستراتيجي بات يواجه في السنوات الأخيرة خطراً متزايداً يتمثل في مرض “الباطوس” أو ما يعرف بـ “عين الطاووس” وهو من أكثر الأمراض الفطرية شيوعاً على أشجار الزيتون وأكثرها ضرراً على الإنتاج.
وفي السياق، يؤكد المهندس الزراعي أيسر الهندي “للوحدة” أن مرض الباطوس مرض فطري يهاجم الأوراق والأغصان والثمار، ما يؤدي إلى ضعف الشجرة بشكل عام وتراجع إنتاجها كماً ونوعاً، وخطورته تكمن في سرعة انتشاره وتأثيره المباشر على جودة الزيت وكميته، إضافة إلى تأثيره المستقبلي على الإنتاج من خلال إصابة العيون الجديدة.
حيث تبدأ الإصابة بظهور بقع دائرية بنية أو سوداء اللون على الأوراق، محاطة عادة بـ هالة صفراء أو خضراء، تشبه عين الطاووس، وهي السمة التي أعطت المرض اسمه، ومع تفاقم الحالة تبدأ الأوراق المصابة بالتساقط بكثافة، ما يضعف عملية التمثيل الضوئي ويؤدي إلى نقص التغذية العامة للشجرة، كما أن الإصابة قد تطال العيون الحديثة، مسببة انخفاضاً في إنتاج المواسم التالية.
ويشير الهندي إلى أن الرطوبة العالية تعد من أهم العوامل التي تساعد على انتشار المرض، إضافة إلى أخطاء الري مثل الري بالرش، ويؤكد أن الوقاية هي خط الدفاع الأول وذلك من خلال تقليم الأشجار بانتظام لتحسين التهوية وتقليل الرطوبة، وجمع الأوراق المصابة وحرقها لمنع انتشار الفطر، وأيضاً تقليل التسميد الآزوتي الزائد الذي يشجع نمو الفطر.
وفي حال ظهور الإصابة تبقى المعالجة بالمبيدات الفطرية النحاسية مثل أوكسي كلوريد النحاس من أنجح وسائل المكافحة، ويفضل أن تكون الرشة الأولى بعد جني الثمار مباشرة، والرشة الثانية في بداية الربيع (آذار – نيسان)، مع إمكانية تكرار الرشات وفقاً للظروف المناخية ومستوى انتشار المرض، مع التأكيد على أن تكون المعالجة شاملة لجميع الأشجار المصابة والمجاورة.
ويختتم الهندي حديثه بالتأكيد على أن الوقاية الدورية والمتابعة المستمرة تبقى الوسيلة الأضمن لحماية أشجار الزيتون من هذا المرض الخطير، مشيراً إلى أن التدخل المبكر يوفر على المزارع خسائر كبيرة في الإنتاج والدخل، ويضمن بقاء هذا المحصول الاستراتيجي ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي المحلي.
تصفح المزيد..