الوحدة – ثناء عليان
تتربع قلعة الشيخ ديب، المعروفة أيضاً باسم “القليعة”، على قمة جبل صخري بركاني مخروطي الشكل، ترتفع نحو 976 متراً عن سطح البحر. تقع القلعة في وادٍ فاصل بين جبلين؛ جبل “النبي صالح” جنوب شرقاً، وجبل “النبي متى”، وتبعد حوالي 26 كيلومتراُ عن مدينة الدريكيش، و65 كيلومتراً غرباً عن محافظة طرطوس، كما تبعد 5 كيلومترات جنوباً عن “حصن سليمان”.
أكد الخبير الآثاري بسام وطفة أن القلعة تحمل اسمين، الأول “القليعة” (بضم القاف)، والثاني “قلعة الشيخ ديب” نسبة إلى العائلة التي سكنت المنطقة قبل نحو 300 عام. ومن المرجح أن القلعة أنشئت لأغراض المراقبة والمراسلات.
وبيّن وطفة أهمية الموقع الاستراتيجي للقلعة التي تتحكم بوادي طوله 18 كيلومتراً، ويعود تاريخها إلى العصور الوسطى، حيث كانت تستخدم كمرصد دفاعي للتحكم في المنطقة وتبادل الإشارات مع قلاع أخرى، ومنها قلعة مصياف التي تقع على نفس الخط.
مساحة القلعة صغيرة نسبياً، إذ تبلغ حوالي 230 متراً مربعاً، ولم يتبق منها سوى الطابق تحت الأرضي الذي يحتوي على صهريج ماء منحوت في الصخر، استخدمه المحاربون للشرب. كما بقي من أسوار القلعة السور المحيط بقمة الجبل فقط، ومن المرجح أن بقية الأسوار تهدمت نتيجة هجوم عليها أو بسبب زلزال ضرب المنطقة.
وفي الجهة الجنوبية من القلعة، يوجد نبع ماء غزير يسمى نبع “السرداد”، وهو نبع أثري ذو مياه معدنية كما أكدت تحاليل عينات منه.
وقد قامت بعثة أثرية مشتركة “هنغارية- سورية” بدراسة مبدئية للقلعة دون إجراء أسبار، واستملت مسافة 50 متراً من الأراضي المحيطة بالقلعة، مع منع البناء عليها لحين الانتهاء من الدراسات اللازمة وتسجيلها رسمياً على لائحة الآثار السورية.