العـــــدد 9415
الخميـــــــس 29 آب 2019
في المدارس والمعاهد والدوائر التعليمية، كثيراً ما يدور الحديث حول ظروف وإمكانيات ودرجة السوية العلمية والمعرفية ليس عند الطلاب فحسب، وإنما القدرة والكفاءة لدى معظم الكادر التعليمي و التدريسي، وضرب الأمثلة بين اليوم والأمس، والموازنة بين الماضي والحاضر، واستعراض الأخطاء هنا وهناك، والإشارة إلى النواقص وأسبابها، وربما اقتراح الحلول وأوجه الإيجاب، ويشمل الحديث في أطرافه وضمن طياته، أنظمة التدريس والتعليم وساعاته ونوعه وأوقاته ومتطلباته، والمناهج ومفرداتها وما الحاجة إليها ومقرراتها، ولماذا يتم سنوياً تغيرها.. إلخ؟!
في وسائل الإعلام أيضاً يجري الحديث عن آلية ومنهجية وطرق التعليم والتدريس، وتتم اللقاءات وإجراء الحوارات وتعقد الندوات وإقامة ورشات العمل، كما تتصدر الصحف والدوريات المقالات والدراسات بخصوص ذلك، وتدور جلسات النقد والتعبير والنقاش عن بدء العام الدراسي الجديد والاستعداد الفني والتقني لبدء إعلان رنين الجرس الأول للعام الدراسي والتحاق الطلاب بمقاعد الدراسة.
هذه التحركات والإرهاصات والنشاطات كلها، إذا أخذت على محمل الجد والمتابعة والتنفيذ والعمل عليها بما هو للصالح العام، والاقتراب بها من الحقيقة، تصبح غير مسلوبة النفع ولا معراة من الخير والتوجيه…
إنَّ الأجيال لا يمكن أن تكون على صورة واحدة، ومهمة النقد الموضوعي الحقيقي لا تنطوي على الاكتفاء بالإشارة إلى مواطن التقصير وترصد مظاهر الخلل واصطيادها، وإنَّما أيضاً إبراز مشاهد ومواقع التفوق والإتقان وتبصير الطالب و المواطن على العموم، نقاط ومواطن النجاح والجمال والبحث والتنقيب عن المواهب الدفينة والخبيئة، والاتساع في الرقعة والمساحة فيما حول التلامذة والطلاب في تلقي المعلومة الصحيحة والمعارف المفيدة وصور الخير والجمال..
فلننهل من المعارف والعلوم ما ينفع الفرد والمجتمع… إنَّ للورد شكلاً ولوناً وشذى فلننعش النفس ولنبهج الآخر.
بسام نوفل هيفا