العدد: 9414
الأربعاء: 28-8-2019
على صفحات التواصل الاجتماعي يتباهون بظهورهم في كنف الطبيعة، وينشرون صوراً لوجوههم الباسمة مع أهاليهم وعائلاتهم وأحبتهم وأصدقائهم، لكنهم يتناسون واجباتهم ومسؤولياتهم تجاه أمنّا الطبيعة.
وإن خضنا بعض التفاصيل فإن أولئك هم أيضاً من يطالبون مجالس المدن بترحيل القمامة ويوجهون انتقاداتهم اللاذعة للمجالس حول تقصيرهم في أدوارهم في الحفاظ على جمال الطبيعة وسلامة البيئة، إذا إنه زمن الفصام عن الواقع بجميع المقاييس عندما يكون الشكل غير مطابق للمضمون وعندما نجد كم التناقض الهائل بين من يقل شيئاً و يفعل شيئاً آخر.
ما قادني إلى هذه المقدمة هو صورة نشرها أحد الأصدقاء على صفحات التواصل الاجتماعي وتظهر فيها أكوام النفايات التي خلّفها مجموعة من رواد شاطئ وادي قنديل، إذ تركوا وراءهم أكوام النفايات من بقايا الأطعمة وعبوات بلاستكية وأوساخاً دون أدنى مسؤولية تلزمهم ترك المكان نظيفاً على ما كان عليه.
وما يجدر التنويه به إن تكرار الحديث عن أهمية النظافة بالعموم ومنها نظافة شواطئنا والحفاظ على بيئتنا جميلة معافاة ليس معيباً رغم أن النشر عن هذه الثقافة للتوعية عنها غالباً باتت مستهلكة نظرياً لكنها غير فاعلة تطبيقياً في سلوك العامة ربما لعدم اقتناع البعض بأن الحفاظ على سلامة البيئة هي من الضروريات وليس من الكماليات.
أخيراً، لو أن صور التواصل الاجتماعي التي ينشرها البعض في كنف الطبيعة الخلابة في الجبل وعلى الشاطئ والتي توحي بالكمال والذوق والمظهر اللائق والجمال يتم إرفاقها بصور قبل وبعد ارتياد المكان لكانت فوارق الإعجابات والتعليقات مختلفة كلياً.
ازدهار علي