العدد: 9413
الثلاثاء: 27-8-2019
انتهى موسم الحصاد الدراسي لهذا العام، صدرت النتائج الامتحانية للدورتين الأولى والثانية، بفروعها كافة، كل طالب جنى ثمار جهده الذي قدمه وبذله خلال العام الدراسي، فًرِحَ بعض الأهالي بنتائج أبنائهم، وآخرون حلَّ الزعل على حياتهم ولو مؤقتاً، لأن أولادهم لم يحققوا لهم طموحاتهم، فطموح الأهل دائماً وصول الأبناء إلى أعلى مستويات النجاح والتفوق والتألق بالحصول على العلامة التامة للنجاح.
تعيش الأسر حالة من القلق على مستقبل الأبناء، وخاصة قبل صدور النتائج الامتحانية، فالأهل يعرفون مستوى الطالب الدراسي والفكري، وهذا يلعب دوراً أساسياً في تحديد مستقبله ودراسته الجامعية، وأحياناً تكون للأهل الحصة الأكبر في تحديد الاختصاص الذي سيدرسه، وللأصدقاء أيضاً دور في توجه الطالب نحو فرع دراسته، وهناك بعض المدرسين يقومون بتوجيه جمعي مباشر أو غير مباشر خلال العام الدراسي، لحث الطلاب على بذل الجهود كي تتناسب مع الفروع المراد دراستها، كما أن سوق العمل والحالة الاجتماعية ومعدلات القبول والعلامات التي حصل عليها الطالب كلها تلعب دوراً هاماً في تحديد فرع دراسة الطالب بالجامعة ولا يجوز أن يدرس كل أفراد المجتمع الطب بأنواعه والهندسات أيضاً، فسنجد المجتمع كله أطباء ومهندسين، لأن المجتمع بحاجة إلى أصحاب المهن المختلفة والمتعددة، إلى الجندي والضابط، الحداد والسائق والمدرس والعامل العادي، فتنوع المستويات والاختصاصات بين أفراد المجتمع تجعله شبه متكامل وكل اختصاص بحاجة إلى الاختصاص الآخر، وهنا لا بد أن تأخذ وسائل الإعلام دورها في شرح وتوعية الشباب بالتخصصات التي تحتاجها الدولة خلال السنوات المقبلة.
إذاً يبحث الطالب عن طريق تعليمي محدد كي يسير فيه ويكمل مستقبله، وتحديد المستقبل يتطلب جهداً خاصاً يتناسب والفرع المراد دراسته، ومقدار الجهد الذي يبذله الطالب خلال عامه الدراسي وهو الذي يحدد مجموع درجاته عند نجاحه، وقد يحدد أيضاً فرع دراسته وتخرجه في قادم الأيام، من أجل ألا يقع الأبناء في حيرة من أمورهم، لأن الأهل يريدون كذا، والأبناء يتدخلون والأصدقاء يُدلون بدلائهم، يجب أن يسير الطالب خلف ميوله وهدفه ورغبته لأن المستقبل له، وممنوع على أحد التدخل في تحديده.
حسن علّان