العدد: 9413
الثلاثاء: 27-8-2019
سيدات مثقفات يتحدثن عن تجاربهن مع أطفالهن الذين كانوا ينفرون من المدرسة، ويحاولن إفادتنا ببعض الطرق المثالية لجعل الطفل يرغب بالذهاب إلى هذا المكان، دون عناء.
السيدة عبير أم لطفلين تقول: في البداية أود أن أؤكّد من خلال تجربتي الخاصة على ضرورة قيام الوالدين بقراءة كتب متعلقة بعلم نفس الطفل وتربيته، فهذا الأمر من شأنه أن يساعدنا في فهم نفسية أبنائنا، إن كل مرحلة عمرية تحتاج إلى رعاية من نوع خاص، وإن سن دخول المدرسة يُعَد سناً شديد الحساسية، لذلك علينا أن ندرك كيف نتوصل إلى طريقة سليمة للتعامل اللطيف معهم، فأنا أرى أنه من الضروري أن يتم إلحاق الطفل بروضة، قبل إلحاقه بالمدرسة، على أن تكون الروضة مكاناً يجمع ما بين اللعب والتعلُّم في الوقت ذاته، فهذا يعمل على تهيئة الطفل للانخراط في المحيط المدرسي، ويجعله بعيداً عن العزلة والخوف من الأجواء الجديدة.
الطبيبة السيدة سمر تتحدث عن تجربتها مع طفلها الوحيد، إذ تقول: كان طفلي في بداية الأمر ينفر من المدرسة، وكان يصاب في كل صباح من الأيام الأولى من المدرسة بنوبة بكاء حاد، وارتجاف شديد، لكنني واجهتُ هذه المشكلة بالصبر، لأن في رأيي ليس من الممكن أن يحب الطفل المدرسة بين ليلة وضحاها، فهذا الأمر يتطلّب فترة زمنية معيَّنة، وخلال هذه الفترة كنتُ أحاول أنا ووالده أن نقوم بتشجيعه وزرع الثقة في نفسه، هذا بالإضافة إلى اللجوء إلى الحوار، إذ إنه من الضروري أن تكون هناك مصارحة بين الطفل ووالديه، ومناقشة المشكلة بتمهُّل وهدوء، وأنا شخصياً كنتُ أذهب مع طفلي إلى المدرسة، وأقضي بعض الوقت برفقته، وبخاصة في الأيام الأولى، فهذا التصرف من شأنه أن يؤدي إلى بث الطمأنينة في داخل الطفل، ويساعده على تخلّصه من الخوف والقلق.
السيدة خلود هي أم لثلاثة أطفال تقول: إن المدرسة تشكّل حياة جديدة بالنسبة للطفل، ومن هنا ينبغي على الآباء والأمهات أن يتنبهوا إلى كل ما يقولونه أمام أطفالهم، وعليهم وصف المدرسة بطريقة محببة خالية من السلبية والتذمّر، كما ينبغي إظهار جوانبها التي تجلب السعادة للأطفال كالألعاب والرياضة والرسم واللوحات الملوّنة، وانطلاقاً من تجربتي، فإنني كنتُ أتواصل مع معلمة طفلي بصورة دائمة، من أجل أن نعمل معاً على علاج نقاط الضعف، وتعزيز نقاط القوة في شخصيته، كما كنتُ أشجعه على تكوين الصداقات الجميلة، وأورد له قصصاً عن أهمية الصداقة وإيجابياتها، هذا بالإضافة إلى تخصيص نصف ساعة يومياً للحوار معه حول ما يخص المدرسة، وما يواجه فيها من أمور مفرحة أو محزنة، وهذا الأمر كان يتم بحضور والده أيضاً، وأريد أن أشير إلى أن توصيل الطفل إلى المدرسة من قِبَل الأم، أو الأب، وانتظاره في أثناء الانصراف منها، يُعَد أمراً بالغ الأهمية من أجل تعزيز ثقة الطفل بنفسه ومنحه الشعور بالأمان.
د. رفيف هلال