العدد: 9413
الثلاثاء: 27-8-2019
يعدّ تعدد (الدكاترة) للمقرر الواحد في جامعة تشرين موضوعاً للجدل.. هل هو وفرة في الدكاترة، أم قلة في المقررات؟ فقد اتبع هذا الأسلوب من التدريس في الكليات العلمية والتي تحتاج لشرح وتركيز كبيرين، هذا ما يعرّض الطالب لوجهات نظر متنوعة وخبرات كبيرة يكتسبها من أكثر من دكتور يدَّرس مقرراً واحداً، ولكن ما سبب التعدد في الكليات النظرية ككلية الآداب والعلوم الإنسانية مثلاً، حيث إن الأفكار محددة، وكثير من الطلاب أكدوا أنه توجد مقررات لا تحتاج أكثر من أستاذين لتدريسها يدرسها أربعة دكاترة.
في خضم هذا الموضوع تعرفنا على وجهات نظر بعض الطلاب حول تعدد الدكاترة للمقرر الواحد، وكانت البداية مع الطالبة نور من الأدب العربي فقالت: هناك مقررات تدَّرس من قبل دكتور واحد ومقررات من قبل دكتورين، وهذا أمر جيد في نمط التدريس لأنَّ المقررات التي نسب النجاح فيها قليلة أصبحت تدرس من قبل دكتورين، ولكن المواد التي تُدّرس من قبل أكثر من دكتور تسبب عبئاً على الطالب، لأن المقرر يغدو ضخماً وأنماط الأسئلة تختلف من دكتور لآخر واستفسارات الطالب حول المادة ستكون من أكثر من دكتور، لذلك تعدد الدكاترة للمقرر الواحد لم يساعد الطالب وإنما شكل عبئا عليه.
وقالت الطالبة حلا – أدب الإنكليزي: هناك مقررات يجدها الطالب واضحة وبسيطة، ولكن الدكتور يعقدها ويضعف نسبة النجاح فيها، لذلك تم تخصيص دكتورين للمقرر، هذا ما سهل على الطالب آلية الدراسة ورفع نسب النجاح في القسم والتشارك بين الدكاترة يساعد الطالب على اكتساب خبرات أوسع، على ألا يتجاوز عدد الدكاترة للمقرر الاثنين، لأن الزيادة الكبيرة أيضاً تشتت تركيز الطالب وتسبب له الرعب من المقرر وضخامته.
كما وكان للطالب علي من طب الأسنان رأي في الموضوع حيث قال: كل دكتور في الكلية حصل على شهادة الدكتوراه من دولة لذلك تعدد الدكاترة للمقرر الواحد يعطي الطالب خبرات كبيرة وطرقاً جديدة متطورة في علاج الأسنان والفكين، فلا يتبع الطالب أسلوباً واحداً في الدراسة وإنما يفتح له آفاقاً كبيرة لزيادة عمله ومهاراتهِ، وقد يرتاح الطالب عند أحد دكاترة المقرر دون غيره هذا ما يشجعه على الدراسة والتفوق ولكن موضوع أربعة دكاترة للمقرر الواحد قد يسبب مشكلة لدى بعض الطلاب لأن الطالب ملتزم بنظام تدريس معين ولا يتقبل التجديد ويجدونه كثير ويسبب ضخامة المقرر وكأنه المقرر الواحد أكثر من مقرر في آن معاً.
وكان للطالبة رنيم رأي حيث قالت: في حال تعدد الدكاترة للمقرر الواحد يقوم كل دكتور بكتابة نوطة خاصة به يوزعها على الطلاب ويعرفّهم بأسلوبه ويجب أن يتشارك الدكاترة المفردات ذاتها في تدريس المقرر كي لا يتشتت تركيز الطالب ويتم عرضها في لوحة الإعلانات أو الإنترنت كي يخفف الخوف لدى الطالب من فكرة أكثر من دكتور للمقرر.
كما والتقينا عميد كلية طب الأسنان د. عبد الوهيب نور الله فقال: غالبية المقررات في كلية طب الأسنان تُعطى من قبل دكتورين وهناك مقررات تُعطى من قبل أربعة دكاترة أو ثلاثة، والسبب الرئيسي أن الكادر قليل وهناك مقررات كثيرة وطلاب دراسات لذلك تضطر الكلية لتوزيع المقررات على أكثر من مدّرس والسبب الثاني أن بعض المدرسين أسلوبهم قاسٍ في الشرح والتعامل مع الطلاب ونسبة النجاح لديهم ضعيفة جداً هذا ما يسبب مشكلة لدى الطلاب لذلك ارتأت عمادة الكلية أن المشاركة تخفف من مشكلة نسب النجاح وصعوبة الدكتور وأضاف نور الله أن كل دكتور يشرح في قسمه الخاص من المقرر موضوعاً يختلف عن زميله لذلك لا تتضارب الأفكار لدى الطلاب ولا يختلف أسلوب الشرح لديهم وإنما يكتسب الطالب خبرات كبيرة لأنه تتعدد مصادر المعرفة لديهم من أكثر من دكتور، وفكرة التعدد والتشاركية هي فكرة ناجحة على أرض الواقع ولا تسبب مشكلة للطلاب، وأكد نور الله أن المشكلة تكمن لدى الطلاب أن 50% منهم لا يلتزمون بحضور المحاضرات وإنما يقومون بشراء المحاضرات جاهزة من المكاتب يكتبها طلاب فيأخذون معلومات خاطئة وتم مكافحة هذه الظاهرة والحد منها من خلال عدم الاعتراف على محاضرة إلا إذا كانت موقعة من مدرس المقرر والعمادة وأية محاضرة يأتي منها سؤال يجاوب عليها من غير النوطة الموقع عليها تعتبر خاطئة.
وفي سياق متصل التقينا عميد كلية الآدب والعلوم الإنسانية د. إبراهيم البب فقال: تعدد المدرسين للمقرر الواحد هو عمل إيجابي للطالب فعندما يأخذ الطالب أكثر من وجهة نظر في المقرر الواحد فإن مواهبه تنمو ويستفيد أكثر ولا يكون الطالب مقيداً بنموذج أسئلة واحد وإنما هناك تنوع، فقد لا يكون نموذج دكتور واحد مريحاً لدى جميع الطلاب من ناحيةٍ أخرى لا توجد تشاركية في جميع المقررات وإنما بعضها فقط تحوي ثلاثة مدرسين أو أكثر فهناك مفردات مقرر واحدة يتم التعامل بها من قبل جميع دكاترة المقرر وعلى الطالب أن يحفظ وينتبه وإذا كتب الطالب بأسلوب صحيح ولغة صحيحة فبالتأكيد سينجح في المقرر بغض النظر إن كان يعطى من قبل مدرس واحد أو أكثر.
بتول حبيب