العدد: 9413
الثلاثاء: 27-8-2019
علي بدور، ولد في قرية زريرية إحدى قرى ريف بانياس الوادعة الجميلة، أتم الإعدادية في مدرسة قريته وقرية جليتي المجاورة، ليقطع وادياً وجبلاً وآثار المعاناة بادية على الوجه والجبين، وفي ثانوية بانياس حصل على الثانوية عام ١٩٧٦ وفيها استهواه الأدب وأحبّه لكن دون تشجيع.
انتقل إلى جامعة تشرين وفيها حصل على الإجازة من خارج الجامعة وبتفوق، بدأ الكتابة النثريّة العذبة على شكل مذكرات وخواطر وعند تأدية خدمة العلم عمل موجهاً لإحدى القطع يكتب نشرة صباحية تتلى في كلّ صباح، وقد جمعت وطبعت في كتاب انحصر بالقطعة، وبعد أداء الخدمة عيّن مدرساً لمادة اللغة العربية.
* متى بدأت بتنسيق كلماتك لتكون شعراً؟
** بدأت بتنسيق كلماتي شعراً موزوناً في التاسعة والخمسين من العمر، وكانت المحاولة الأولى التي وجدت استحساناً وهي من بحر الرمل ومن الذاكرة فجرتها امرأة مطلعها:
وأذكر إذ دنت تغضي حياء
بأطراف الطريق لها انجذاب
* هل تساعدك مهنتك كونك أستاذ لغة عربية بكتابة الشعر؟
** نعم هي المادة التي أحببتها، اللغة العربية هي نُسغ الحياة فيما يتعلّق بي، أتكلّمها في أيّ مكان ومع أيّ كان وبدونها لا أجد معنى لحياتي.
* ما هي أصعب مراحل كتابة الشعر؟
** عندما لا يجد المرء ما يثير كوامنه وهواجسه، يكاد يقف عاجز عن قول أيّ شيء أو عندما يغيب الوعي عن إدراك ماهية ما يريد ترجمته شعراً.
* لكل شاعر شيء خاص يبعث له وحي الكلام فما الذي يجعل قلمك يكتب أشعاراً؟
** طبعاً أنا لا أعتبر نفسي إلى الآن شاعراً أنا أحبّ الشعر ويستهويني كثيراً لاسيما الموزون، و أرى أنّ لديّ فيضاً نفسيّاً يندفع تلقائياً حينما يتربّص مشهد أو موقف أو حالة وجدانيّة معينة أو حدث و للمرأة الدور الأبرز في نسج الشعر معها تصير القريحة سمحة .
* أي نوع من الشعر هو المحبب لديك؟
** طبعاً الشعر الذي يتناول قضايا وهموم الإنسان في القرن الحادي والعشرين من حبّ وإنسانية وشقاء واهتمام بالضعفاء ،وكل ماله صلة بالعاطفة والفكر.
* كلمة أخيرة؟
أرى أن المرء يحتاج إلى دعائم نظريّة تمكّنه من القول وتمنحه القدرة على البقاء، كما أنّ انتشار ظاهرة قول الشعر عند الكل أمرٌ ليس بالمحبّب لأنّ اللغة معهم تفقد بريقها ولسانها العربيّ الفصيح، بينما يعتبر انتشار الملتقيات والمنتديات شيء جميل يساعد على ثقافة القول شريطة أن يُعنى باللغة لأن الشعر يتعمّق من خلال الاضطلاع على شعر الآخرين ويزداد ألقه بالاستفادة من نتاجه، كما أن التفاعل مع المحيط وما فيه من مؤثرات ضروريٌّ لإنتاج شعر شفيف قادر على البقاء.
نقّلتُ طرفي أجوس البحر يثملني
هذا التودّد بين الشطّ والجبل
سبحان ربّي حبانا ملعباً عجباً
تهواه عين الورى قبلا ولم تزلِ
هاجتْ وماجتْ به الأصداء تنعشني
هذا الهتاف لغيد البحر للغزل
هذي الجبال بهذا الشطّ هائمةٌ
كالأمّ تأنس بابن عاد في عجل.
الرّوح تلهو بها تهوى بلا ملل
انام في دعةٍ إن خلتها عبقت
نسائم الحبّ في قلبي على عجل
رنا غانم