الوحدة – د. رفيف هلال
بعد غياب استمر خمس سنوات، يعود المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الثامنة بالكويت، ليفتح فضاءً جديداً للتجريب والإبداع الموجه إلى الأجيال الناشئة. المهرجان، الممتد من 1 حتى 10 أيلول، يهدف إلى إعادة الاعتبار لمسرح الطفل العربي بوصفه ركيزة ثقافية وتربوية.
وعلى خشبة متحف الكويت الوطني، قدمت فرقة ماريونيت السورية عرض “القبطان والفئران”، وهو العمل الوحيد للعرائس في هذه الدورة.
المخرجة هنادة الصباغ اختارت أن تنسج حكاية تربوية عبر الدمى والخيوط، لتبيّن للأطفال أن الفضول سلاح ذو حدين: فهو يقود أحياناً إلى الاكتشاف والمعرفة، وقد يتحول في أحيان أخرى إلى تدخل غير محمود في حياة الآخرين.
العرض استند إلى شخصية بحّار متقاعد يعيش وسط مقتنياته البحرية، يروي مغامراته لحفيدته “ليزا” ومجموعة من الفئران، مستخدماً “صندوق الحكايات” وسيلةً لفتح أبواب الخيال. تميز العمل بدمج الحركة المسرحية للعرائس مع المؤثرات الصوتية والديكور، في محاولة لخلق تجربة بصرية وسمعية متكاملة للأطفال.
الصباغ أكدت في تصريح لسانا أن عودة المهرجان تطرح سؤالاً جوهرياً حول الحاجة إلى دعم مسرح الطفل بشكل مستمر، معتبرة أنه منصة للتبادل الثقافي وتبادل الخبرات بين المبدعين العرب.
العرض جاء نتيجة عمل جماعي شارك فيه فنانون سوريون من مختلف الاختصاصات، فيما يواصل المهرجان استقطاب سبعة عروض من دول عربية عدة، إلى جانب عرض كويتي موازٍ خارج المسابقة الرسمية، برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت.
بهذا الزخم، يثبت المهرجان أن مسرح الطفل ليس ترفاً، بل وسيلة حيوية لتشكيل وعي الأجيال وصون الهوية الثقافية العربية.