في عيدنـــا.. نســـتعيد قيمـــاً ونكــرّس التزامـــاً

العدد: 9411

الأحد: 25-8-2019

عيد الصحافة السورية ربما كان فرصة مناسبة للقاء الذي يقلّ كثيراً إلا في مناسبات معدودات، وربما كان فرصة أيضاً لمراجعة الذات، والوقوف مع المهنة، والسؤال: أما زال الجميع مخلصاً لها؟
عندما تحدث الزميل إبراهيم شعبان رئيس اتحاد صحفيي اللاذقية عن مؤسسة الوحدة، ووصفها بالمؤسسة الأم، شعرت بغبطة لم أشعر بها منذ زمن، وعندما استلمت درع (المؤسسة) فاض في وجداني مشوار طويل من يوم دخلتها وأنا طالب سنة ثالثة في كلية الإعلام لأنجز حلقة بحث عن مطابعها، قبل أن أعود إليها وأنا أعدّ مشروع تخرّجي، إلى أن أصبحت أحد جنودها من أيام (القص والتلصيق) والعودة إلى التنضيد لتكبير أو تصغير الحرف، إلى هذا اليوم الذي أتشرّف به برئاسة تحرير هذه الجريدة مع زميلات وزملاء يبذلن ويبذلون ما يمكنهم من أجل الحفاظ على الرسالة الإعلامية، وإيصالها بأمانة، وبإشراف وتنسيق دائمين مع الأستاذ زياد غصن المدير العام لمؤسسة الوحدة، وبتوجيه كريم من السيد الوزير الأستاذ عماد سارة الذي شرّفنا بزيارة عمل مطلع هذا العام..
ولأننا نتذكّر مواقف، ونوجز حالات، فلا يمكننا أن نتجاوز التجاوب الكبير الذي تلقاه تحقيقاتنا ومتابعاتنا من السيد محافظ اللاذقية والسيد محافظ طرطوس، وهذا التجاوب حفّزنا أكثر لمواصلة سعينا، حتى غدونا (برج مراقبة) وعيناً تجول في المحافظتين، وتقود الاهتمام إلى كثير من الحلول أو محاولات الحلول، وهذه النتائج أسعدتنا كثيراً..
لم نغب عن أي مشهد، وهذا يسجل للمجتهدين من الزملاء، ونضعه برسم المقصّرين ليلحقوا بالركب، فليس هناك أنبل من الشعور بالعطاء، وليس هناك أقسى من الشعور بالعجز، ومن عرف قيمة الكلمة لا يعرف معنى الخزي..
عندما نتلقى تحيات عشرات المواطنين من قرية بعيدة في ذلك الجبل الشامخ لأننا ساهمنا بحلّ مشاكل الصرف الصحي لديهم، أو تحية مواطن استعاد حقّه بـ (تدخلنا) لصالحه، فإننا نسجل ذلك في جميل أعمالنا، ويدفعنا للمتابعة..
لكن هل الواقع كله بهذه (الوردية)؟ بالطبع لا، وما أكثر الشوك في مشاويرنا، وما أكثر الحفر في دروبنا، ومع هذا ماضون في عملنا، نرشّ العطر ليمتزج بعرق الكادحين الحقيقيين، ونقطف من جباههم السمراء همّة كبيرة نبدأ بها رحلة بحث جديدة، نهبّ نسمة حالمة حيث يكون الخطأ ويكون هناك استعداد لمعالجته، أما من يعبث بأماننا وبمستقبلنا وبتفاصيل معيشتنا فالمخرز رسالتنا إلى عينه دون وجل أو خوف..
تمنّينا المباركة فتبادلناها فيما بيننا نحن صحفيي اللاذقية يوم الخميس الفائت، وعطّرها حضور الدكتور محمد شريتح أمين فرع حزب البعث في اللاذقية، واللواء إبراهيم خضر السالم محافظ اللاذقية، وتمنّينا هدية (أي هدية)، فوزّع فرع صحفيي اللاذقية بطاقات تقدير لفروع ومكاتب المؤسسات الإعلامية في المحافظة، بحضور عضوي المكتب التنفيذي نبيل بيشاني وعبد العزيز شيباني، ومشكور فرع اللاذقية على (الكاتو) والعصير و(اللمّة الحلوة)..

تصفح المزيد..
آخر الأخبار