الوحدة- بثينة منى
في حدث يحمل بشائر الخير والاستقرار وبمبادرة وطنية وأهلية تم إعادة افتتاح الطريق الدولي الرابط بين العاصمة دمشق ومحافظة السويداء بشكل آمن وكامل، ليعود هذا الشريان الحيوي لينبض من جديد حاملاً بارقة أمل لتحسين الواقع المعيشي والصحي لأهالي المحافظة.
لم يكن افتتاح الطريق مجرد حدث عادي، بل كان لحظة تاريخية توجت جهوداً أمنية وتفاوضية مكثفة. وبتنسيق مع محافظ السويداء مصطفى البكور شهدت المحافظة بعد ساعات قليلة من الافتتاح حدثين بالغي الأهمية: دخول أول قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية منذ فترة طويلة، محملة بالمواد الغذائية والأغطية والأدوية، لتسد احتياجات المواطنين الضرورية للحياة المعيشية، و من ناحية أخرى فأن لعبور صهاريج المحروقات المتجهة إلى مديرية المحروقات في المحافظة، والتي من شأنها أن تؤدي إلى تأمين احتياجات الأفران العاملة والمنشآت الخدمية الأساسية مثل المستشفيات والمؤسسات الحيوية، مما ينعكس إيجاباً على استقرار الخدمات المقدمة لأهالي المحافظة.
يمثل طريق السويداء- دمشق شريانٱ حيويٱ واقتصاديٱ واستراتيجيٱ للمحافظة، وتكمن أهميته في عدة جوانب: يعتبر المعبر الرئيسي لدخول المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية من المنظمات الدولية والهلال الأحمر العربي السوري القادمة عبر العاصمة دمشق، مما يساهم بشكل مباشر في تخفيف الأزمة، كما يسهل نقل المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها السويداء (مثل التفاح واللوزيات) إلى الأسواق في دمشق وباقي المحافظات، وأيضٱ يضمن تدفق منتجات المحروقات بانتظام، مما يؤدي إلى انسيابية الأسواق الخدمية وانخفاض الأسعار.
ويأتي افتتاح الطريق متزامنٱ مع انعقاد معرض دمشق الدولي، الذي يعيد تأكيد مكانة سوريا كحاضنة للتجارة والاستثمار، ويفتح الطريق الباب أمام المستثمرين للوصول إلى المحافظة، والاستفادة من إمكاناتها الزراعية والسياحية، مما يسهم في خلق فرص عمل وتحسين الواقع المعيشي والخدمي لأبناء السويداء، ويعيد الطريق التواصل الطبيعي والآمن بين أهالي المحافظة وأقاربهم في العاصمة وريفها، بعد انقطاع طويل كان يفرض مشقات السفر عبر طرق بديلة طويلة وخطيرة.
وأكد محافظ السويداء أن هذا الإنجاز هو ثمرة توجيهات القيادة وحرصها على رفاهية المواطن وتأمين جميع مستلزمات الحياة الكريمة له، مشيرٱ إلى أن استكمال وزارة الداخلية لإجراءات التأمين كان العامل الحاسم لضمان سلامة وانتظام الحركة على الطريق.
ويعد إعادة افتتاح هذا الطريق نموذجاً حيٱ لاستعادة الدولة لدورها في تأمين متطلبات الحياة الأساسية للمواطنين، وخطوة عملية على طريق تعزيز الاستقرار وإعادة الإعمار، كما ترسل رسالة طمأنينة إلى الداخل والخارج بأن الحياة تنتصر وتعود تدريجياً إلى مجاريها الطبيعية في كل شبر من الأرض السورية.