حراج القرداحة.. جهود مضاعفة لمواجهة الحرائق وحماية الغطاء النباتي

الوحدة – ديما محمد

يشكّل الغطاء النباتي في ريف القرداحة ثروة بيئية لا تقدر بثمن، فهو ليس مجرد مساحات خضراء تزين الطبيعة، بل هو رئة تتنفس بها الأرض، ومصدر معيشة لمئات الأسر، فضلاً عن دوره في خفض درجات الحرارة والحد من الانهيارات والتعرية. غير أن هذه الغابات تواجه كل عام خطراً متكرراً يتمثل بالحرائق التي تهدد وجودها وتستنزف مواردها الطبيعية.

وفي السياق، أكد أيسر الهندي رئيس شعبة حراج القرداحة أن أبرز المناطق الأكثر عرضة لخطر الحرائق في هذه الفترة هي: غابة العذراء، غابة البلاط، عين السبع، بشرية، بكراما، عوينة الريحان، وجميعها غابات صنوبرية سريعة الاشتعال. وأضاف: قمنا بتجهيز وصيانة الإطفائيات، إلى جانب ترميم خطوط النار لمواجهة أي طارئ.

وحول أبرز الصعوبات أشار الهندي إلى أن وعورة التضاريس ونقص المعدات والظروف الجوية تشكّل تحدياً مضاعفاً أمام فرق الإطفاء، مؤكداً أن العوامل المناخية كالحرارة المرتفعة والرياح والجفاف هذا الموسم تزيد من خطورة اندلاع النيران، لكن يبقى الإهمال البشري العامل الأبرز في إشعالها.

وللحد من الحرائق تنفذ الدائرة حملات توعية للأهالي والمزارعين، بهدف الحد من الحرق العشوائي للمخلفات الزراعية، حيث يمكن استثمارها بطرق أخرى كتحويلها إلى سماد عضوي عبر التخمير. وأوضح أنّ المواطن شريك أساسي في الجهود الوقائية، سواء عبر الإبلاغ الفوري عن أي حريق، أو عبر تجنب إشعال النيران أثناء نشاط الرياح، ومساعدة فرق الإطفاء ميدانياً.

أما عن خطط إعادة تأهيل الغابات المتضررة، بين الهندي أن الدائرة تقوم بدراسة المواقع بعد مرور عامين من الحريق: فإذا كان هناك تجدد طبيعي جيد، يُمنع التدخل البشري، أما في حال ضعف التجدد، فتدرج المنطقة ضمن خطة التحريج الاصطناعي بأنواع نباتية تتناسب مع طبيعة المكان، مع متابعة ورقابة دورية.

وختم مؤكداً على أهمية التشجير وزيادة الغطاء النباتي بوصفه صمام أمان بيئي للمنطقة، ومصدراً للمعيشة ومرعى للنحل، ووسيلة لحماية التربة من الانجراف والانهيارات، مضيفاً: الغابة هي الرئة الخضراء التي يجب أن نحافظ عليها جميعاً.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار