العدد: 9411
الأحد-25-8-2019
ألف وردة لم تستطيع أن تغيّر رائحة الموت في حيِّ شعبي يرزح تحت ظلم الفقر،
الحزن يتمدد من النوافذ إلى السّتائر إلى أعماق الحكايا حتى زقاق القلب…
كل ما قيل عن الحب في مدينتي كذبة كبيرة، الخطوات منهكة، والدّروب مملوءة بالوحل تخونها السماء.
ثمّة حلم كل يوم يتحول إلى كابوس، ومساءات كثيرة تنقضي من دون كسرة خبز،
في مدينتي النّاس بوجهين وقلب واحد، يصرخون في وجه الوقت ورؤوسهم تنحني للريح.
الخُطى لاهثة تبحث عن أشلاء النور خلف الغيمات، والبحر بركان خامد يمارس جنون اشتياقه بصمت عبر مساحات الحلم.
في مدينتي الطرق وعرة بلا تاريخ ، والجدران مدافن الأموات، في الليل يمتد الصوت بين الشّوارع التي تخلو من اللهفة بانتظار الأرواح أن تنهض من غفلتها.
في ساحات مدينتي التائهون في كل مكان والحاقدون يقطفون ورود الأمل خلسة ويزرعون على الرصيف المقابل قنابل موقوتة..
الغيمات في مدينتي ضباب أسود، رغم النسمات الدافئة تهطل الخيبة على هيئة قصيدة تستيقظ عندنا ينام الناس المتعبون من البحث عن السعادة.
في مدينتي يتمدد الورد على قبور أعزاء رحلوا بصمت وصارت قبورهم مسرح أضواء لكاميرات المحبين.
رائحة الخبز الشهية لم تعد مالحة ممزوجة بالتعب والعرق، الخبز بلا طعم ممزوج بالوجع والدم.
في عيني مدينتي ذاكرة تتوجع وفسحة سماوية تحتاج أن تصرخ في وجه الريح.
أرصفة مدينتي تكسرت وعلى جانبي الطريق فقير يتسول نظرة شفقة وقطعة معدنية لا تطفئ جوعه، والمرأة في الشارع تقترف الحب في العتمة تحت ظل حلم.
ألف شهيد ارتقى في مدينتي ولا زال من يمتهن التصفيق في المقدمة، تبنى أحلامه على عجل..
زينة هاشم