الوحدة- د. رفيف هلال
يمر الأطفال بتجارب عاطفية متنوعة قد تكون أحياناً قوية وصعبة مثل الغضب، الخوف، الإحباط أو الحزن. هذه المشاعر إن لم تجد من يتفهمها ويحتويها، قد تترك آثاراً سلبية على نمو الطفل النفسي والاجتماعي. لذلك فإن مراعاة المشاعر السلبية لا تعني تدليل الطفل أو تبرير سلوكه، بل هي مهارة تربوية تقوم على الإصغاء والاحتواء والتعاطف بطريقة متوازنة.
رأي المرشدة هلا
ترى المرشدة الاجتماعية هلا أن التعامل مع مشاعر الطفل يبدأ بالاعتراف بوجودها، وعدم إنكارها أو التقليل منها. تقول: “حين يخبرنا الطفل أنه خائف أو غاضب، علينا أن نكون مرآة له تعكس مشاعره لا أن نلغيها بعبارات مثل: توقف عن البكاء أو لا يوجد ما يخيف.” وتشدد هلا على أهمية التواصل البصري والاقتراب من الطفل بمستوى عينيه، لأن هذه التفاصيل الصغيرة تمنحه شعوراً بالأمان ويجعله أكثر استعداداً للبوح بما في داخله.
رأي المرشدة ولاء
بينما تركّز المرشدة الاجتماعية ولاء على لغة الجسد كوسيلة فعّالة لمراعاة مشاعر الطفل. فهي ترى أن حضناً دافئاً أو ابتسامة صادقة قد يكونان أبلغ من أي كلمات. وتضيف: “حين ينفجر الطفل بالبكاء أو الغضب، لا أفرض عليه أن يتوقف أو يشرح ما حدث فوراً، بل أبقى بجانبه وأنتظر حتى يهدأ تدريجياً. عندها يمكنني أن أسأله بلطف: يا ترى ما الذي يزعجك؟” وتشير ولاء إلى أن هذا الأسلوب يساعد الطفل على التعبير دون ضغط ويمنحه فرصة للتنفيس عن عواطفه بشكل صحي.
رأي المرشدة هيام
أما المرشدة الاجتماعية هيام فترى أن التعبير الإبداعي مثل الرسم أو التمثيل الرمزي يساعد الأطفال، خصوصاً من هم دون السادسة، على إخراج مشاعرهم السلبية. تقول: “قد يواجه الطفل صعوبة في وصف مشاعره بالكلمات، لكن حين تعطيه ورقة وبعض الألوان الجميلة ليرسم ما يشعر به، فإنه يترجم انفعالاته بصدق وراحة.” وتضيف هيام أن دور الأهل هنا هو الإصغاء بتفهم لما يعبّر عنه الطفل، ثم مساعدته على إيجاد حلول مناسبة دون تهويل أو مبالغة، لأن الهدف هو تمكينه من مواجهة تجاربه الحياتية بثقة.