الوحدة – يمامة إبراهيم
سنوات وسنوات مرت ونحن نسمع عن الشواطئ المفتوحة التي تتيح للجميع ارتياد البحر والتنزه على شاطئه والسباحة في مياهه المالحة المنعشة، لكن مع الأسف لم نر شيئاً على الواقع وبقيت التوجهات والقرارات حبراً على ورق.
اليوم انقلبت الصورة وتبدل المشهد، وجاء من يقرن القول بالفعل والأمل بالعمل، حيث تم يوم أمس افتتاح شاطئ”أهل اللاذقية”في منطقة الشاطئ الأزرق، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التأهيل والصيانة ليكون شاطئاً عاماً مجانياً متاحأً أمام جميع المواطنين صباحاً ومساءً.
الافتتاح تم برعاية محافظ اللاذقية محمد عثمان، وضمن حملة “اللاذقية نحن أهلها”، وبحضور فعاليات رسمية وشعبية.
المشروع على قدر كبير من الأهمية، فهو الأول من نوعه من حيث الوظيفة الاجتماعية على اعتباره يرسخ مفهوم الشاطئ المجاني كحق للجميع ومعروف أن الشاطئ كان ملكاً لأصحاب الثروات والنفوذ عدا عن كونه يحسّن الواقع السياحي، وينمي موارد المحافظة، ويضاف إلى المرافق الترفيهية العامة للمواطنين، وفوق ذلك كله فالمشروع يعكس روح التعاون والتكامل بين المجتمع المحلي والجهات الرسمية.

أن يفتتح شاطئ مجاني في أجمل موقع على بحر اللاذقية كان ولا زال يثير شهية المستثمرين، فهذا يؤشر بما لا يدع مجالاً للشك لطبيعة السياسات الحكومية التي تضع المواطن العادي في مقدمة أولوياتها واهتماماتها، وبعد ذلك يمكن أن تعرض مواقع أخرى للاستثمار ولأصحاب المال من طبقات المجتمع والسياح.
هي خطوة في الاتجاه الصحيح تكرس مفهوم العدالة الاجتماعية، وليس طبقية الدولة، فكل الشكر لمن يفكر ويرسم أفكاره على أرض الواقع بما يحقق مصلحة شرائح المجتمع الشعبية.