يـــوم لنـــا

العدد: 9410

الخميس : 22-8-2019

 

كل الأيام لكم واليوم لنا.. أن يكون لنا يوم في العام نحتفي فيه بعيد الكلمة والقلم فهذا أمر يستحق الوقوف لنرفع التحية لرجال الكلمة الذين تآخوا مع رجال البندقية في وحدة لا تقبل الانفصام أو الانفصال وذلك قبل أن نخوض في أعماق المناسبة وأمدائها ومراميها.
اليوم يحيي صحفيو اللاذقية يوم الصحافة بحفل يجمعهم في بيت الصحافة والصحفيين يتبادلون التهاني والأماني بغد يتطلعون إليه وكانوا رسموه في أحلامهم قبل أن يجسدوه بيراعهم وعلى أوراقهم.
يحيي صحفيو اللاذقية العيد وهم يتوجعون حتى التفجع عند ملامسة جراحهم وجراح مجتمعهم الذي عضه الفقر، وكل منهم يدلف الدمع الصامت، وهو يشهد جملة الانكسارات والإحباطات التي تلفح بريحها السموم وجوههم ووجوه كل المتعبين لكن القصة ليست كلها أحزان وأوجاع ففي ثنايا حياتنا الكثير مما يغري لنبني فوقه أحلاماً وآمالاً تصلح للحياة ويمكن استنباتها في واقع أيامنا ولهذا سنبقى محكومين بالأمل.
العيد –أي عيد- مناسبة للفرح ولمِّ الشمل والفرح يليق بنا نحن الذين حولنا المحن إلى متع نسوِّقها لنرفع سقف الأمل ونزرع ثقافة التفاؤل ونواجه من حاول ويحاول تعميم ثقافة اليأس والقنوط والتشكيك بكل منجز وطني أياً كان نوعه.
يأتي عيدنا اليوم متزامناً مع انتصار نوعي سجله فرسان الجيش العربي السوري في وجه قوى الإرهاب وداعميهم، فاليوم تشرق خان شيخون بعيون خضر، ويمتد البساط الأخضر محتضناً أقدام رجالنا في سهل الروج، حيث عند أقدامهم سقط كل المال وكل السلاح وكل الأوهام والوعود المفلسة والعاجزة.
اليوم يلتقي حملة الأقلام ليجددوا وحدة الرؤية والرأي والموقف، وكلهم مدركون أن الخلاص لن يكون إلا مجتمعياً، وأن المعركة مركبة وطويلة، وأن أعداء الداخل لا يقلون عدوانية وشراهة عن دواعش الخارج فكلاهما يمارس التدمير الممنهج لحياتنا، من هنا تترسخ أهمية القلم الصحفي المتجذر في الهم العام تطلعاً إلى غد ينسجم مع أحلامنا.
تحية لزملاء القلم، لزملاء مهنة يكثر فيها وحولها الأعداء كلما ارتفع فيها منسوب الصدق وكل عام وأنتم بخير.

إبراهيم شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار