وزارة الطاقة: كل لتر من الماء توفره اليوم قد يحميك ويحمي أسرتك

الوحدة _  رنا ياسين غانم

مع تزايد شح المياه في سوريا أصبح ترشيد استخدام المياه واجب على كل مواطن، وزارة الطاقة سلطت الضوء على هذا الواقع، وقالت: “عام بعد عام يتضح أثر التغير المناخي، حيث تقل الأمطار وتتبدل الفصول، ولم تعد السدود تمتلئ كما في السابق، لقد أصبح التغييرالمناخي واقعاً نعيشه يوماً بعد يوم، وقد تأثرت سوريا مثل معظم الدول بهذه التغييرات، وخصوصاً هذا العام، حيث شهدت هطولات مطرية منخفضة جداً، كانت الأسوأ مقارنة بالسنوات الأخيرة، فقد انزاحت الهطولات المطرية حتى نهاية كانون الثاني، ففي محافظة دمشق على سبيل المثال لم يتجاوز الهطول المطري 30%، بينما في الساحل السوري المعروف بغزارة أمطاره لم تتجاوز نسبة الهطول المطري 80%”.

وأضافت الوزارة: “أدت هذه الهطولات المطرية القليلة  إلى تغيرات واضحة في المصادر المائية السطحية والجوفية، حيث بلغت نسبة تخزين المياه في سدود الساحل 30%، بينما لم تتجاوز في المناطق الجنوبية 3% إلى 4%، وفي المنطقة الوسطى تراوحت النسبة بين  10% إلى 17% هذا العام، ومع تراجع كميات المياه وازدياد الحاجة إليها أصبح المزارعون والمدارس والبيوت يواجهون شحاً كبيراً في المياه.

كما نوهت الوزارة أن جزءاً كبيراً من المشكلة يمكن أن نحله بأنفسنا من خلال ترشيد المياه، وهو واجب على كل شخص بغض النظر عن نوع الاستخدام، سواء كان للأغراض الزراعية أو الاستخدامات المنزلية أو الصناعية.

وتسعى الهيئة العامة للموارد المائية ووزارة الطاقة بالتنسيق مع وزارة الزراعة إلى ترشيد استخدام المياه في القطاع الزراعي، والذي يعد المستهلك الأكبر للمياه، حيث يستهلك القطاع الزراعي حوالي 88% من الموارد المائية، ويتم ذلك من خلال إعداد الخطط الزراعية الفرعية في المحافظات بالتعاون بين مديريات الموارد المائية ومديريات الزراعة، كما تم تدقيق هذه الخطط بين وزارة الزراعة والهيئة العامة للموارد المائية، إضافة إلى تصدير الخطة السنوية، وبالتأكيد تعتمد هذه الخطة على كمية المياه المتاحة، سواء كان على المياه السطحية أو المياه الجوفية، إضافة إلى تحديد أنواع الزراعات الملائمة في ظل التغيرات المناخية.

وأكدت وزارة الطاقة أنه يجب على المواطنين مراعاة الظروف الحالية التي تمر بها سوريا من تغيرات مناخية وقلة في الهطولات المطرية، وذلك باستخدام المياه بالحد الأدنى ما أمكن وعدم الهدر، أيضاً عدم استخدام المياه بشكل غير مناسب، كما يمكن تنفيذ حملات توعوية لترشيد الاستهلاك بالتعاون مع مؤسسات المياه أو الهيئة العامة للموارد المائية، سواء من خلال اللقاءات المباشرة مع المواطنين أو عبر الحملات الإذاعية والتلفزيونية.

أما بالنسبة للقطاع الصناعي فيتوجب على الصناعيين استخدام الدارات المغلقة وتركيب محطات المعالجة لإعادة استخدام المياه في الصناعة مرة أخرى، إما للصناعة بحد ذاتها أو للزراعة أو لأي أغراض آخر، سيما أننا لا نزال في فترة التحاريق وأمامنا شهري آب وأيلول اللذين  تعتبر فيهما فترة الجفاف حادة جداً.

وأعربت وزارة الطاقة عن أملها في أن يأخذ  المواطنون الحذر والحيطة باستخدام المياه، حيث “كل لتر من الماء توفره اليوم قد يحميك ويحمي أسرتك غداً فلنكن جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة”.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار