العـــــدد 9409
21 آب 2019
لا تقوم قائمة لي صرح مهم ما لم تكن قواعده قوية وصلبة، والرياضة ومهما امتلكت من طاقات بشرية ستبقى عاجزة عن تحقيق التطور المنشود ما لم تملك البنى التحتية المطلوبة وفي مقدمتها المنشآت الرياضية..
من حيث الكمّ والتوزّع الجغرافي فإننا نملك ما لا تملكه دول متطورة رياضياً وربما بعدة اضعاف، لكن الواقع الفني لهذه المنشآت سيئ جداً، وبالتالي فكأنها غير موجودة، ولا تستطيع أن تقوم بالدور المطلوب منها، بل على العكس فإنها تلعب دوراً سلبياً وتحدّ من عطاء اللاعبين فوقها، وتستنزف أموالاً طائلة (ترقيع وصيانة على الماشي) دون أن تستعيد نضارتها!
العمل على المنشآت الرياضية عليه أن يسارع الخطا، وأن تكون هناك خطة مدروسة لإعادة بناء هذا القطاع بما يوفّر لرياضتنا قاعدة الانطلاق الحقيقية، وبما يجعلها ركناً أساسياً في عملية التطوير الرياضي المنشود..
على الورق هناك محاولات و(خطط) لترميم واقع بعض هذه المنشآت ومنها مدينة الأسد الرياضية في اللاذقية ولكم أن تحكموا على البقية من خلالها حيث تأخرت عمليات الصيانة والتأهيل كثيراً ولا ندري على وجه الدقة متى ستنتهي!
ليس هذا وحسب، وإنما معظم منشآتنا الرياضية تفتقد لشروط أساسية كالنظافة والحمامات وغير ذلك، ولا يكفي أن تحتوي المنشأة الرياضية ملعباً أو صالة، بل أن المرفقات تعادلها أهمية إن لم تفقها، وعلى هذا الأساس، ووفق الإمكانيات المتاحة، وضمن خطة مدروسة جيداً يجب أن يتمّ العمل على صيانة منشأة واحدة على الأقلّ في كل محافظة كخطوة أولى بحيث تشمل هذه الصيانة كل الأعمال التي يتوجب القيام بها وأن تنفذ بطريقة جيدة بحيث لا نعود إلى صيانتها مرة جديدة غلا وقد انتهينا من بقية المنشآت، وكخطوة ملحة أيضاً لا بدّ من توفّر ملعب كرة قدم بمواصفات مثالية وصالة مغلقة جاهزة تماماً في كلّ محافظة، وبعد ذلك سنسأل عن الجانب الفني وماذا تعطي كل لعبة أما والحالة هذه فأي مستوى يقدمه لاعبونا سيبقى محكوماً بسوء أرضية الملعب أو جاهزية الصالة.