جمعية رعاية المساجين وأسرهم في السجن الجديد.. رعاية وتعليم

العدد: 9409

 الأربعاء 21-8-2019

 

لم يعد لنا أن ندعوه خريج سجون، وهو الذي يقضي حكمه بين قاعات تعليم وتدريب وتنمية بشرية يتضمنها السجن المدني الجديد، فيه التعلم وإصلاح ما أفسد فيه وتأهيله لدمجه مع المجتمع، فالإقامة فيه وسط خدمات عديدة تتعدى سبل العيش ليكون التعلم واحتراف مهنة يسعى النزيل لامتلاكها، حتى أنك إن مررت بهم تسمع الموسيقى، وعلى طرف عينك لوحات تشكيلية وأعمال بحرفة وتقنية فنان، وإن اشتد صوتهم فهم في الهواء الطلق يلعبون الكرة.

السجن الجديد ومبناه وخدماته للنزلاء وبرامج الإصلاح والتأهيل شكلت محور حديثنا مع المحامي سامر عثمان، رئيس جمعية المساجين وأسرهم، حيث أشار إلى خدمة يمتاز بها، فقال: نقوم باستلام الحوالات المالية من أسر نزلاء السجن من كافة محافظات القطر عن طريق شركة الهرم باللاذقية، حيث تقوم الجمعية بإرسال موظف بشكل أسبوعي مرتين أو ثلاث إلى الشركة لاستلام الحوالات ثم تسليمها إلى النزلاء بالتعاون والتنسيق مع إدارة السجن وبدون نفقات إضافية، فالمبلغ يصل كاملاً لصاحبه وبإيصالات رسمية، وذلك حرصاً من الجمعية على تأمين كل ما يحتاجه السجين، ومن شروط إرسال الحوالات المالية: يتم إيداع الدفعات المالية في شركة الهرم لصالح الجمعية مع ذكر الاسم الثلاثي واسم والدته وفي حال عدم التقيد بذلك تعاد الدفعة للمودع بعد حسم مصاريف الإعادة لتكون الخدمة على أكمل وجه.

السجن كمؤسسة إصلاح وتأهيل يؤمن للنزلاء الإقامة والرعاية الصحية والتعليمية، إذ يوجد كادر طبي على مدار 24 ساعة، يقدم خدماته في الإسعاف والعلاج، وتقديم الدواء، وأيضاً الطبابة السنية، وإحالة المريض للمشفى عند الضرورة، كما يوجد ورشة إصلاح (إلكترونية، صحية، كهرباء..) وندوة إطعام النزلاء والمتممات يشترونها من سوبرماركت داخل السجن فيه جميع السلع الاستهلاكية والدخان والمعلبات وغيرها الكثير، وقد أخدنا كجمعية أربع قاعات للتدريب والتدريس لنطبق البرنامج الإصلاحي للجمعية بشكل كامل، وهو الذي يتضمن:

محو الأمية للكبار وتعلم اللغات الأساسية (عربي وإنكليزي وفرنسي) وكمبيوتر وكل واحدة منها لها الأجهزة اللازمة والقاعة والمدربون الذين هم من الجمعية أو المساجين أنفسهم، ويحملون الشهادات، نستثمر طاقاتهم ومؤهلاتهم العلمية أو الأدبية والفنية في تدريب رفاقهم لقاء أجر يعطى لهم، حيث لدينا مدرب خريج معهد موسيقي يدرب على الصوت والإيقاع والعود والأورغ وغيرها من الأدوات الموجودة في قاعة السجن الموسيقية، كما أن مدير الجمعية هو مدرب رسم ونحت ولدينا بعض الأعمال اليدوية مثل الخرز والخزف أيضاً وموادها جميعها متوفرة في القاعة، حيث ندربهم ليكون الإنتاج والصناعات التي نشاركها لهم في المعارض ونبيعها لأجلهم، ولدينا مدرب رياضي وحكم قد اختار فريقه لكرة القدم وآخر للطائرة ليكون لهم فرص المشاركة في المنافسات والمباريات وقد تم تأمين لباسهم الرياضي ليكونوا في باحة واسعة في الهواء الطلق بالسجن، أما الأهم والجديد وتنفرد به جمعية المساجين هو موضوع التنمية البشرية في حقيبة تدريبية بعنوان التفكير الإيجابي تهدف إلى تغيير التفكر السلبي الموجود عند السجين أو الناجم عن الحدث أو الخطأ الذي ارتكبه وتعزيز التفكير الإيجابي عنده وإعادة تأهيله وإصلاحه عن طريق التعلم، وهذه الحقيبة متكاملة فقد تم تخريج أول دفعة من المساجين ووزعنا عليهم شهادات تحمل في طياتها التفكير الإيجابي كما جازيناهم بمكافآت لجهودهم وتفاعلهم وحضورهم وقد بدأنا بالحقيبة لدفعة ثانية، هذه التنمية البشرية موجودة في السجن اللاذقية وليس في سجن آخر وهي الأساس في عملنا إذ أنها تتعلق بالدعم النفسي والتحفيزي.
نحن نراهن على خروجهم محملين بطاقة إيجابية تسهل دمجهم في المجتمع بشكل كامل ليفكروا بالأحسن والأفضل وكيف لهم أن يفتحوا لأنفسهم مجال عمل وعيش وحياة وسط المجتمع هذا بخصوص الدعم النفسي، ويطبق في سجن الرجال والنساء حيث أن سجن النساء في جناح خاص بالطرف الآخر من المبنى الجديد ولهن قاعة لمضرب الريشة بالإضافة للغات والكمبيوتر كما أدخلنا على تدريباتهن الكروشيه والخياطة والماكياج بالإضافة لمحو الأمية.
سجن الأحداث نهتم به أيضاً، فلدينا دورات للدعم النفسي بالإضافة للدعم المادي وبشكل شهري لهم منا معونة مادية تتضمن سلعاً استهلاكية (رز وزيت وسمنة وبرغل وحمص و..) بقيمة مالية تصل 50ألف ليرة شهرياً، أما أعمالنا للجانحين والجانحات اللواتي لا يتجاوز عددهن أربع جانحات فقد دعمنا لهم البنى التحتية للمكان بصيانة دورية وتأمين مجلى وتصليح البراد، ونقدم لهن وللجانحين في الشير الدعم المادي والمكافآت العينية والمادية بشكل دائم ومستمر فهم يحتاجون منا لاهتمام خاص وكبير، وأكثره للجانحات وليس من حدود فقد يتطلب الأمر توكيل محامين وطبابة أو أي شيء آخر لكن تبقى الحالات قليلة جداً، والبرنامج الثاني لعمل الجمعية هو مساعدة أسر المساجين التي يتراوح عددهم بين 200-300 نقدم لهم أدوية مجانية وطبابة كاملة وأيضاً تأمين ما يحتاجون من نضارة طبية وعدسات بالإضافة إلى تعويضات أسنان إذ ندعم العيادة السنية بشكل كامل بالمواد والحشوات والإبر الإسعافية الموجودة بشكل دائم وروتيني ومجاني، وأيضاً هذا الدعم يشمل فقيري الحال من المساجين، حتى أننا نقوم بتوكيل محامين لهم ودفع كفالات إخلاء سبيل.
وكان أن أشار الأستاذ سامر في ختام حديثه إلى أن انتقال المساجين للسجن الجديد شغلهم عن تقدم أحدهم لامتحانات الشهادات الثانوية والإعدادية كما صار العام القادم وكان لهم قاعة امتحانية داخل السجن، لكننا نشجعهم لهذا العام ونأمل أن نقدم الأسماء للتربية ونرجع بمركز امتحاني للعام الجديد، وهنا لابد أن نذكر بأنا نقدم للأسر الفقيرة نسخاً من الكتب بالإضافة لإعانة مادية وعينية ونتابع جميع شؤونهم ليكونوا بارتياح.
قمنا في الجمعية بنشاطات عديدة آخرها دورة تتعلق بالمهارات لأجل الخارجين من السجن وقد تضمن موضوعها جودة الخدمة والزبائن .

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار