الوحدة – سها أحمد علي
حذّر أطباء وخبراء صحة عالمياً من تسبّب موجات الحرّ في وفيات مبكرة وتفاقم أمراض القلب والجهاز التنفسي، مع ارتباطها بـ 17 سبباً للوفاة، خاصةً بين كبار السن والأطفال ومرضى الأمراض المزمنة الأكثر عرضةً لمخاطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس المميتة.
تظهر ضربة الشمس، عند ارتفاع حرارة جسم المصاب إلى (41° مئوية) خلال 10-15 دقيقة، بسبب فشل آلية التبريد الطبيعية للجسم. وتشمل أعراضها: التوقف عن التعرق أو التعرق المفرط، وزيادة سرعة التنفس، وتسارع ضربات القلب، التشويش الذهني أو الإغماء، والنوبات الصرعية، …، بينما يُسبّب الإجهاد الحراري، فقداناً حاداً للماء والأملاح عبر التعرق، مُحدثاً الغثيان والدوخة، الصداع، والعطش الشديد، والتهيج النفسي. وتستدعي الحالتان تدخلاً طبياً فورياً عبر نقل المصاب للظل وتقديم الماء له.
كشفت دراسة لمركز المناخ بجامعة هارفارد، عن ارتفاع مراجعات طوارئ الأطفال خلال الموجات الحارّة، محذرةً من تهديد الصدمات المناخية لصحتهم مدى الحياة. فيما ربطت دراسات حديثة بين الحرارة وتلوث الأوزون الناتج عن حرائق الغابات، ما يتسبب بوفيات إضافية عالمياً. مؤكدةً، وفقاً للدكتور جون بالميز أن العلاقة بين الحرارة وتلوث الهواء “خطية ومتزايدة”.
للوقاية، دعت طبيبة الطوارئ الدكتورة ستيفاني لارو، إلى ضرورة الحفاظ على رطوبة الجسم بشرب الماء باستمرار، وأخذ فترات راحة منتظمة من الحر، خاصة أثناء العمل أو ممارسة الرياضة في الخارج. كما تنصح بالتأقلم التدريجي مع الحرارة قبل بذل مجهود شديد، واستخدام واقي الشمس لأن الحروق تُضعف تنظيم حرارة الجسم. وشددت لارو، على أهمية مراقبة مؤشر الحرارة (الذي يجمع بين الحرارة والرطوبة) وليس درجة الحرارة فقط، إضافة إلى العناية على كبار السن والأطفال عن كثب لعدم قدرتهم على تنظيم حرارة أجسامهم.
بدورها، أكدت هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) أن لون البول الفاتح مؤشر جيد للترطيب الجيد. محذرةً من خطورة الجفاف على مرضى السكري والمصابين بالإسهال أو القيء، والرياضيين، ومن يتعرضون لأشعة الشمس فترات طويلة. ومن يتناولون مدرات البول. والمصابون بالحمى.
وأوضحت طبيبة الطوارئ الدكتورة سونالي رودر، أن أعراض الجفاف تشمل الشعور بالعطش الشديد، والتبول بوتيرة أقل من المعتاد، البول الداكن، الدوخة أو الشعور بالدوار، الإرهاق العام، …، وجفاف الفم والعيون الغائرة.
ونصحت باستخدام زجاجة ماء كبيرة باردة للتذكير بالشرب، مع البدء برشفات صغيرة من الماء عند الغثيان أوالقيء ورفع الكمية تدريجياً.
مع الإشارة إلى أن القاعدة اليومية لكمية الماء، هي شرب نصف وزن الجسم بالأونصات من الماء. فإذا كنت تزن 160 رطلاً، ينبغي أن تشرب 80 أونصة من الماء يومياً، أي ما يعادل حوالي ليترين.