العدد: 9287
7-2-2019
قالت الشطآن للبحر: تكثر الألوان في هذه الأيام، فالفصل ربيعٌ، أمّا أنت فلا ألوان لديك ولا فصول، تنافس الرَّبيع ولو كان على رأسه غيمة!
تَنهَّدَ البحر بألف موجةٍ ثمَّ قال: بالزَّبد أرسم لليابسة دروب ألوانها، لكلِّ نسمةٍ أرسلها حكايةً يخطُّها الرَّبيع بفرح، أمّا (سندباد)، فهو ليس وحيداً، وعندي آلافٌ يُبحرون هنا وهناك بثيابٍ موشّاةٍ بالأسفار، فتغار الأقواس القزحيَّة وتنهض خلف نوافذ المطر، وهي تقلَّد كلَّ (سندباد) يأتي ويحفر في مائي مغامرةً جديدةً.
ضوء
ضوءٌ يخلع ملابس العتمة ولا يخجل، ومنارةٌ تُفصح عن مكانها في استحياء، أمَّا أنا فكنت على شرفتي غصناً يابساً ينتظر اخضرار الأوراق يا لأوّل الأشياء، و يا لآخر الأشياء! هكذا السّنون تمضي، كعبارةٍ على خليويٍّ، ثم اختفت الكلمات!!
لا أدري
خبئ يومك الأسود لقبرك الأبيض – قالها ومضى يضحك بجلجلةٍ عجيبةٍ!
لا أدري لماذا أسمع وقع كلماته كلَّما تلفَّتُّ حولي؟
هل مقبرة مدينتي اتسعت إلى هذا الحدِّ؟!
ربّما لأننَّا كالقبور لم نعد نشعر بأغلب الأشياء.
سمير عوض