احذروا اضطرابات إيقاع التنفس

الوحدة – لمي معروف 

يعد الإيقاع الطبيعي للتنفس ضرورة قصوى لإبقاء أنسجة الجسم بعيدة عن التلف والشيخوخة، ويتعلق الأمر بجميع مراحل الحياة، لا نقصد هنا الصعوبات الناجمة فقط عن مرض ما يصيب المجاري التنفسية أو الرئة، بل تلك التأثيرات المختلطة البيئية والنفسية التي من شأنها أن تجعل إيقاع التنفس أقل قدرة على أكسدة الخلايا.

وأول شيء يجب الانتباه إليه بهذا الصدد هو التعامل مع العلامات التي قد تبدو غير محسوسة للوهلة الأولى، والتي تشير في غالبيتها إلى وجود عطب ما يعطل جريان الهواء من وإلى الرئة، ويضعف حويصلاتها على مدى فترات طويلة من المعاناة غير المحسوسة يتوجب الإشارة إلى المعوقات الفيزيولوجية التي تجعل إيقاع التنفس في حالة اضطراب، أو تلك التي تمنعه ( خلسة ) من أدائه الطبيعي فحين يسعل أحدنا أو يبصق، أو حين يلهث عند أداء أبسط المجهودات يظهر على الفور رد فعل جسدي يتمثل في بوادر الإجهاد.

وحين نصاب بحالة توتر نفسي وعدم ارتياح عاطفي تقل تغذية حويصلات الرئة بما اعتادته من كمية الهواء، لسبب بسيط وهو أن لمثل هذه الحالات تأثيراً ضاراً في التنفس العميق، وقد أثبتت تجارب كثيرة أن حالات الهدوء أو الاستماع إلى الموسيقى أو التنعم برؤية منظر طبيعي مبهج يزيد هذه الكمية بما لا يقل عن 30% هذا إذا استثنينا حالات الفرح والارتياح العميق التي تعيد إلى الراشدين قدرة عميقة على التنفس تشبه قدرة الأطفال الأصحاء.

وأياً كان عليه سبب إعاقة التنفس، فإنه من الأفضل استشارة الطبيب من دون إبطاء لأن بعض الإصابات التي تطال جهاز التنفس بشقيها الفيزيولوجي والنفسي تبقى غير منظورة، لذا تصبح عرضة للإهمال إلى أن تتراكم الأضرار ليطل مرض عضال برأسه فجأة.

وعندما يصاب أحدنا إثر نزلة برد شديدة بمرض التهاب الشعب الهوائية الإنسدادي والمزمن يمكن بمرور الوقت وبسبب إهمال العلاج أن يتحول الأمر إلى حالة خطيرة قد تتطور إلى ما يشبه الربو الشعبي، وقد أصبح ظاهرة شديدة الانتشار لأسباب لا يمكن تبرئة التلوث من جهة، وطبيعة السكن وأساليب التهوية ومقاومة ما تفرضه الطبيعة من ظروف جوية بالالتجاء إلى أساليب حضارية كالتكييف والمبالغة في ارتداء الملابس أو الاستحمام المتواتر.

والغريب في أمر الربو الشعبي أن نصف المصابين به لا يدركون حقيقة حالتهم، ربما لأن المرض ليس مزمناً ويأتي عادة على هيئة يرجعها المصاب عادة إلى التعرض للتيارات الهوائية أو الإفراط في التدخين.

ويعود سبب تدهور الحالة الصحية لهؤلاء إلى جانب الإهمال، إلى عدم الانتظام في تعاطي الدواء.

ويعد الربو في أساسه مرضاً التهابياً يصيب المجاري التنفسية والشعب الضيقة، ولكن عند اندلاع الأزمة تتسبب في صعوبة مرور الهواء إلى جزء من عناقيد الحويصلات الرئوية، من أعراضها سعال جاف وصعوبة في استنشاق الهواء أو الشعور بثقل في الصدر.. وبما أن هذه الأعراض لا تأتي جميعها مرة واحدة، تكون المراقبة الطبية والاستشارات المتباعدة هي الأساس الذي يمكن الاعتماد عليه للتعرف إلى تطورات الربو الشعبي.

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار