العـــــدد 9408
الثلاثـــــــاء 20 آب 2019
تُطالعنا شاشات التّلفزة بفضائيّاتها المحلّية والعربيّة، العامّة والخاصّة، بعشرات البرامج الخفيفة، التي لا يتجاوز وقت بثّها خمس دقائق، تلتقط موقفاً أو مشهداً أو حادثاً ما، وتبني عليه مادّتها الإعلامية والدّرامية إن صحّ التّعبير..
ويحاول معدّو هذه البرامج ومقدّموها إلباس مادّتهم لبوساً من آرائهم وتوجّهاتهم وأفكارهم الشّخصية، ضاربين عرض الحائط بقيّة الآراء، وما علينا نحن المشاهدين إلا تقبّل وجهة نظرهم ودفاعهم عنها وتمسّكهم بها واستماتتهم في الدّفاع عنها، دون الأخذ بعين الاعتبار ما خفي وراءها وتداعياتها، ليتخطّى موقفهم الشّخصي منها حدّ التّطاول والنّيل من أسماء وقاماتٍ كبيرةٍ صنعت مجدها العظيم، بينما كان هؤلاء صبيةً صغاراً يتابعون برامجهم الطّفولية المحبّبة.
ليس هذا وحسب، إنّما يسمحون لأنفسهم بتقييم هذا وذاك، ونسف تاريخه والنيل من إنجازاته، سواء كان شخصاً أو مؤسسة أو إدارةً ما… وتمجيد آخرين لم نسمع بهم يوماً، ودفعهم عشرات الخطوات إلى الأمام لمجرّد الإعجاب الشّخصي والافتتان بهم، رغبةً منهم في فرض ما تُحيكه أدمغتهم وعقولهم!
وإنْ كنّا نرى النّصف الفارغ من الكأس فإنّنا نشرب النّصف الملآن، ونُثني على من يرى الإيجابيات ويعزّزها ويقوّي مفاصلها ويدعمها، لما فيه خير الصّالح العامّ في قطاعاته وتوجّهاته كافّة، ونشدّ على كلّ يدٍ تداوي الجرح وتطبّبه بدل تمليحه وسكب الزّيت على ناره.
عموماً.. أنْ ترى بإحدى عينيك وتضع يدك على الأخرى فهذا يعني أنّك قادرٌ على توضيح الرؤية وجلاء الحقيقة إن أردت ومتى أردت لا أن ترى نصفها فقط؟!
ريم جبيلي