أن تتحول شعارات حماية الغابة إلى ثقافة يعني ذلك أننا نسير في الاتجاه الصحيح، وأن الغابة صار لها أصدقاء جاهزون ومستعدون لحمايتها من أي اعتداء ما استطاعوا لذلك سبيلا.
البارحة تلاقت الإرادة والحب لإطفاء الحرائق في جبال الشعرة، وتسابقت الأيادي إلى ألسنة اللهب وكل حمل ماتيسر، وكانت فزعة حقيقية لمئات الشباب في ناحية بيت ياشوط والقرى القريبة منها لبوا النداء بسرعة، ووصل أغلبهم على دراجات نارية حاملاً ما تيسر من أدوات يواجه بها النيران حتى إخمادها قبل أن تصل النجدة أو تتدخل سيارات الإطفاء وغيرها.
الأمر لم يكن يحتاج إلى هيئات وملتقيات ومنظمات وجمعات، وغيرها الأمر متوقف فقط على عنصر الحب والإيمان بأن الغابة ملك الجميع، وحمايتها مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون مؤسساتية، وهذا ماتحقق أمس، وكم جميل أن تتكرس هذه الثقافة لتصبح سلوكاً مجتمعياً.

تأسيساً على ماحصل في غابة الشعرة، حيث استطاعت الجهود الغيورة تفويت الفرصة على العابثين، وإخماد النيران المشتعلة- تأسيساً على ماحصل- نتمنى الدعوة لتشكيل لجان تطوعية تمارس دور المراقبة والتواصل الاجتماعي عبر الوسائط المتاحة، وتكون هذه اللجان بمثابة فريق مؤازر، وربما تكون أكثر فاعلية من الفرق المناطة بها مهام كهذه سواء كانت فرق حراجية أو من الدفاع المدني كون هذه اللجان من المجتمع القريب للغابة، ولديه القدرة على تحقيق سرعة التدخل والاستجابة، ونعرف أنّ سرعة الاستجابة عامل مهم للغاية في مواجهة الحرائق لأن المصاعب تتضاعف كلما اتسعت الرقعة.
مرحى للشباب، وجهدكم وغيريتكم محط الاحترام.