العـــــدد 9408
الثلاثـــــــاء 20 آب 2019
زهرة نضرة كأنها اختبأت فيها ابتسامة الفجر، عطرة كأنها رسالة اللقاء بعد الهجر، بديعة التنميق تحسبها قصيدة شعر، متفتحة للحب كأنها عنوان للشهامة، ملائمة ومتلائمة، قائمة في جلالها وحسنها كأنها في خلقة الجمال آية، وكل زهرة في لونها لدول الصدق راية، في رقتها روح النسيم وفي نضرة شبابها ريحانة القلوب، وما الأزهار إلا خيالات جمالها وظهرت العادة إنها – الحقيقة-.
هذه التي إن نطقت بها تشعر بقدر ما في قلبك من إحساس ويثور المنطق بداخلك، لأنك أخمدت غبار العاصفة، بل كأنك أخرجت ميتاً من قبره حياً وأرديت الباطل قتيلاً.
عندما تقال الحقيقة يخلو كل لبسٍ كانقشاع غيم السماء بعد المطر، يا الله ما أروع جمال الصدق حين يتكلم غير مكترث بالنتائج، فبذلك يكون عبّر عن ما في النفس من أحاسيس وما في القلب من شعور صادق جلي.
لكنك إن سألت عنها تصاب بالخيبة وتعتريك الريبة وتعد أصابع يديك خوفاً من أن ينسيك ما أنت فيه نفسك، وتطير نوارس أفكارك من خدرها فما تسأل عنه أمر مخيف وهو في عالم الخيال لأنه هجر عالمنا الذي تسود فيه اللا حقيقة.
وتقبع في دهاليز قناعاتنا المزيفة، فكل شيء بُدل بنقيضه، ومات الخير فينا ودفن في مقبرة الزمن، فما الشعور الذي يختلج في الصدر عند نكران الحقيقة؟
فهل الزمن سيعود يوماً ليحيى الخير فينا من جديد؟
فلنكن جديرين بمساكنتها لتبقى على مائدتنا وبين شفاهنا، ولم لا يربطنا حبل من مودة مصنوع من الصدق وقول الحقيقة، ولم يعمد البعض للنكران ويكونون سبباً في نصب الشرك وابتسامتهم ممزوجة بالسم، فالزمن كفيل بتعرية كل شيء، وهم يعتبرون ذلك ضرباً من ضروب الحيلة والذكاء.
فالمصيبة ليست بمأسويتها بل بما يقابلها في النفوس، فالنكران والكذب حطب الفتنة وموقدها.
إياك يا هذا الرياء والكذب، وكن مع الحقيقة والصدق ضمير كل مذهب.
نديم طالب ديب