الوحدة – لمي معروف
يحتاج القلب قبل بقية أعضاء الجسم إلى الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية التي تحمل إليه عن طريق شرايين خاصة تسمى بالشرايين التاجية.
ولضمان وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى القلب لا بد أن يكون الدم وكذلك تدفقه مناسبين للقيام بهذه الوظيفة، وتزيد متطلبات القلب عند زيادة عمله أي عند تسارع ضرباته لتلبية حاجة بقية أعضاء الجسم، كما يحدث عند المجهود العضلي أو النفسي أو الذهني، وعندما يتعرض القلب للنقص في متطلباته من التغذية والأكسجين تبدأ المشكلة التي تؤدي إلى ما يسمى بالذبحة الصدرية (القلبية)، التي يمكن تطورها إلى الجلطة القلبية مودية بحياة المريض.
واستناداً إلى إحصاءات صادرة عن الاتحاد العالمي لأمراض القلب، فإن واحدة من كل ثلاث وفيات على نطاق العالم تكون ناجمة بشكل مباشر عن أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولمعرفة المزيد حول الذبحة الصدرية وأسبابها ودرجاتها وعلاقتها بالأمراض الأخرى، فهي عدم ارتياح في جهة القلب من الصدر، أو إحساس بالضغط على تلك المنطقة أو ألم في الصدر، وغالباً ما تحدث جراء بذل جهد، وتزول بالراحة وأخذ العلاج، وتظهر أعراضها في حالاتها الأولية عند القيام بالمجهود العضلي أو الذهني (نقص تروية دموية نسبي للقلب) كذلك في حالاتها المتقدمة حتى في فترات الراحة (نقص تروية دموية مطلق).
أما الانقطاع الكامل لتغذية عضلة القلب بالدم فإنه يؤدي إلى تليف وموت في النسيج العضلي للقلب، ومن ثم ما يسمى قصوراً في وظيفة عمل القلب كمضخة للدم.
ما أسباب حدوثها؟
تحدث نتيجة لزيادة احتياج العضلة القلبية للأكسجين أكثر مما هو متوافر منه في الشرايين التاجية، سواء بسبب قلة الأكسجين أساساً أو بسبب تصلب الشرايين التي تجعل ورود الدم إلى العضلة القلبية قليلاً، وبالتالي فإن الأكسجين الواصل إليها لا يكفي.
وتعد الذبحة الصدرية واحدة من أهم مضاعفات أمراض الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب وتزود أجزاءه المختلفة بالدم.
إن أمراض هذه الشرايين والتي يبدو أهمها التصلب (فقدان الشرايين لمرونتها وتضيقها التدريجي الذي قد يصل إلى درجة الانسداد الكامل)، تؤدي إلى قصور وصول الدم إلى العضلة القلبية ما يجعلها السبب الرئيس للذبحة الصدرية.
ما العوامل التي تؤدي إلى تصلب الشرايين؟
منها ما هو وراثي خارج نطاق السيطرة ويصعب التحكم بها، وعوامل أخرى مكتسبة يمكن التحكم بها والسيطرة عليها كعامل الجنس (عند الإناث قبل انقطاع الحيض)، والقابلية الوراثية (الجينية) لا يمكن التحكم بها ولكن يمكن تأخير أثرها من خلال التحكم بالعوامل المكتسبة، مثل مستوى الشحوم في الدم وضغط الدم الشرياني ومستوى السكر في الدم عند مرضى السكري، والضغط والسمنة المفرطة والتدخين وشرب الكحول المفرط وقلة الحركة والإجهاد النفسي والذهني.
ما أعراض وعلامات الذبحة الصدرية؟
تظهر الأعراض على شكل نوبات من الألم والضغط وعدم الارتياح في منطقة الصدر، وينتقل الألم إلى الكتف اليسرى وربما ينزل إلى الذراع اليسرى وأحياناً قد يصل إلى الأصابع والظهر والبلعوم والفكين والأسنان والذراع اليمنى، وقد يشعر به المريض في المنطقة العلوية للبطن، وفي حالات نادرة قد يبدأ عدم الارتياح والألم في هذه الأماكن باستثناء منطقة الصدر ما يجعل تشخيص الحالة صعباً، وقد يصاحب هذه الآلام قصر النفس أو الدوار أو العرق أو الإرهاق، وقد يشعر المريض بما يشبه عسر الهضم.
وقد تحدث الذبحة الصدرية من دون أعراض وهي ما يعرف ب (الذبحة الصدرية الصامتة)، لذلك ينصح بضرورة الكشف الدوري وإجراء الفحوصات.